Culture Magazine Thursday  14/02/2013 G Issue 396
الملف
الخميس 4 ,ربيع الثاني 1434   العدد  396
 
بالنقل والعقل يُفعل ما كان
عبدالله بن محمد الشهيل

 

يعتبر الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن محمد الفيصل من جيل الأكاديميين الذين أضافوا بالبحث الجاد، والنّقد الموضوعي، والمنهج العلمي: رؤى إثباتها بأنّ الأدب، والتاريخ والتراث من أهمّ الرّوافد بحياة الإنسان عبر كلِّ الأزمنة والأمكنة لكونها: ترتقي بفكره، وتهذِّب سلوكه، وتجعله يعي ما له وعليه، ولكنها إذا ظلّت بدائرة المفاخرة والاجترار تزيد التبلُّد والجمود، وهذا ما وعاه هذا الجيل، ومنهم الدكتور الفيصل الذي نظر نظرة تفعيليّة للماضوية بحيث تتعدّى حتى الحاضر إلى المستقبل، ولا تقف عند الأحياء وإنما تصب بالكائن، ويجري تفعيلها إلى أن تتبلور لتصب بما سيكون.

لعلّه من المسلّم به أنّ الفكر بعمومه فعلٌ تراكمي مشاع لا يمكن احتكاره، وإنْ تخلّلته خصوصيّات لابدّ من مراعاتها، فالمبالغة في الاهتمام بها قد تؤدي إلى عزله، نظراً لأنّ الفكر طبيعته تفاعليّة متأثّرة ومؤثّرة يلازمها التغيير إنْ بسرعة أو بطء، وبذلك يستحيل ثباته، إلاّ أنه رغم أهمية التراكم وضرورته، لا يبلغ التفوُّق الذي يوفِّر مختلف الحصانات والعطاءات (يندر خلوّه من الفوقية) إلاّ إذا صحبه الاختلاف، والتنوُّع، وتأطّر بالحرية، والإبداع والتخصُّص، حتى يتوالى الطرح المختلف، والمتوافق والمتباين، مما يسفر - حتماً - عن نشوء مدارس، ونظريات فكرية تباينها لا يحول دون شيوعها وتأثيرها سلباً وإيجاباً، وفي كلِّ أحوالها تخلق حراكاً يتصاعد بالمعيّة والضدِّية.

إنّ أستاذنا الدكتور الفيصل بوعيه وتجربته، وهمِّه الثقافي وتخصُّصه: قادر على الفرز والاختيار، والتمييز الذي يُعدم الخسران، ويلبِّي حاجات الإنسان التي، وإنْ توحّد بعضها فأكثرها ليس كذلك، فبحسب مستوى وقيم، وبيئة وجغرافية وثقافة كلِّ بلد، تتحدّد حاجاته التي أيضاً نتيجة التسارع والضبابية، والتضارب والتصارع، وعربدة قوى الاستكبار والتطرُّف والتعدِّي: اتسعت ساحات التمادي والتجاوزات، والفوضى والاضطرابات.

مرحلة صعبة يمر بها العالم وخاصة المنطقة العربية التي حاصرتها الأيدلوجيات، فدخلت بنفق مظلم مجهولة انعكاسات الخروج منه، إلاّ إذا أبصر العرب مواضع الخلل، وأسباب الجهل، وهذه مسؤولية فكرية في المقام الأول.

وأخيراً لا آخراً .. شكراً لأستاذنا الدكتور الفيصل على ما قدّمه، أستاذاً، وأديباً، وكاتباً، وضحت إسهاماته بحياتنا الثقافية، والشكر موصول لأخينا العزيز الدكتور إبراهيم بن عبد الرحمن التركي الذي يجب أن يُحتفى به لاحتفائه برموز الثقافة والأدب بالوطن العربي، وخاصة المملكة، إيماناً منه بأنهم من مفاتيح التنوير والنهوض.

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5061 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة