لفت نظري ما كتبه الأخ عبدالرحمن السليمان فيما يخص جائزة باحة الفنون وتعثرها في سنتها الرابعة. في بداية الأمر اسمح لي يا أخي القارئ وأختي القارئة أن أتقدم بعظيم الشكر والتقدير لكل من ساعد وساهم في هذه الجائزة المباركة التي أنشئت من أجل دعم وإبراز وتشجيع فناني وفنانات المملكة العربية السعودية وكذلك امتدادها لتشمل فناني الدول العربية وفي نفس الوقت تحمل اسم منطقة الباحة الغالية على نفوسنا جميعاً وفي هذه المناسبة أشكر الأخ عبدالرحمن على وصفه للجائزة بتحقيق النجاح خلال الدورات السابقة وجوائزها الكبيرة المشجعة وما جعل كثير من الفنانين والفنانات يحرصون على المشاركة.
جائزة الباحة أنشئت بعد تخطيط متقن ووضع لها أهداف إستراتيجية نبيلة طويلة الأمد لتصبح بعون الله من أفضل وأكبر الجوائز على مستوى العالم بدون مبالغة، من ضمن ما خطط لها وليس حصراً، إصدار كتاب سنوي من إعداد الدكتور أحمد عبدالرحمن الغامدي يتطرق للفنون بجميع فئاته وتطوراته وآماله لدى البلاد العربية وكذلك كان العمل جاريا لعمل موسوعة عربية فنية تجمع أسماء وأعمال وتقيم جميع الفنانين العرب وذلك من أجل التعريف بالفنان والفنانة وإعطاء الفرص للفنانين والفنانات أن يجنوا رزقاً جيداً وشهرة من وراء أدائهم الفني وتشجيعهم على تطوير أعمالهم حتى أن تصبح أعمالهم على مستوى الفن العالمي، كما كان مخطط لهذه الجائزة عمل أكاديمية فنية في منطقة الباحة الخلابة واستضافة فنانين عالميين كبار لإعطاء محاضرات دورية ليكسب أبناءنا وبناتنا الفنانين والفنانات خبرات ولمسات إضافية لتحسين وصقل مواهبهم علمياً وحرفياً. وكان مخطط لهذه الجائزة الكثير من الأمور لو تمت لكانت المملكة العربية السعودية يشار لها بالبنان بأنها أرض الفن والفنانين، فما لدى العروبة والإسلام من رصيد فني يفوق كل التخيلات وكذلك القيام بجمع وعمل قاعدة فنية متميزة لاستخدامها كمكتبة ومرجعية.
الأخ عبدالرحمن: في بداية الأمر وكما ذكرت في مقالتك بأنني كنت الداعم الكبير للمسابقة وراعياً لها وكان لهذه الجائزة ميزانية سنوية تتماشى مع الخطط المرسومة لها وكان أيضاً من يدعم هذه الجائزة إخوان لي هم كل من الشيخ سعيد غدران عافاه الله، الشيخ سعد بن زومة والشيخ أحمد العويفي الذين أكن لهم كل المحبة والتقدير والإجلال لدعمهم السنوي ومساعدتي على إنجاح هذه الجائزة ومنها إبراز اسم منطقتهم الحبيبة فكان على الجائزة أن تستمر في التقدم فيما خطط لها وكانت الميزانية تتضاعف وأصبحت صعبة التغطية من مصادرنا الذاتية والتبرعات المذكورة ولم تأت نداءاتنا لرجال الأعمال الآخرين المتكررة بأي فائدة ترجى.
هل أخفق فيصل في هذه الجائزة؟
نعم اخفقت لأنني أردت أن أصنع شيئاً لم يكن المجتمع جاهزاً له ولا الاستثمار في مكسب وطني مردوده معنوي بامتياز ولكن كلي ثقة أن هذا اليوم سوف يأتي قريباً وأرى ما كان في ذهني يصبح حقيقة على الأرض أفتخر به لثقتي اللامحدودة بأبناء وبنات وطني وفي هذه المناسبة أريد أن أقدم شكري وتقديري للأخ عبدالرحمن السليمان الذي دفعني إلى أن أبدي ما في صدري نحو هذا الموضوع الذي آلمني تعثره، أما فيما يخص إعادة الأعمال الفنية، فلقد بدأنا فعلاً في إعادتها وسوف تعاد جميعاً لأصحابها وهذا يقودني إلى تقديم الشكر الوفير لمساعدي وعضدي الأيمن في هذه الجائزة الأستاذ عبدالناصر الكرت الذي كان له الأثر الكبير في نجاحات الجائزة من خلال حسن إدارته وكذلك الشكر والتقدير لوزارة الثقافة والإعلام آنذاك ممثلة بالدكتور عبدالعزيز السبيل حفظه الله ورعاه آمل أن أكون قد أجبت عن تساؤلاتك ولك تحياتي.
د. فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز