1
إن كثيراً ممن يحكمون على الليبرالية كمصطلح هم يجهلون في الحقيقة معنى الليبرالية، بل يحاولون دائماً الترويج لدى العامة بأن الليبرالية ضد الدين واضعين الليبرالية بالتالي في خانة الأديان وهذا غير صحيح فغالبية هؤلاء ينطلقون من فكرة الممانعة لكل ما هو حديث ولكل ما يعطي للإنسان حريته حتى لا يسحب البساط من تحت أرجل الوعاظ الذين يتاجرون بالعقول، إذ ظلوا يروّجون لفكرة أن الليبرالية تفسخ أخلاقي وانحلال.
2
إن الليبرالية خاضعة لحكم الأكثرية في المجتمعات الحرة التي تكون فيها كل المناهج الفكرية، بحيث يستطيع كل تيار فكري أن ينظر ويروّج لفكرته، وبالتالي يكون للناس الحق في اختيار ما ينسجم معهم من تلك الرؤى والمناهج، ولكن أن يكون المجتمع مفروض عليه منهج فكري واحد وطريقة تفكير واحدة والفكر المسيطر دائماً ما يشوّه باقي الأفكار ويعلن عن نفسه بأنه الوحيد المالك للحقيقة وبأن كل ما يقوله حقيقة وسيف، ثم يأتي قائلاً ويقول إن المجتمع يرفض الليبرالية فهذا غير صحيح إذاً فلنسمح للجميع بأن يكونوا على المسرح لنعرف وقتها ما سيكون عليه اختيار الناس.
3
إن الليبرالية ليست مرتبطة بسلوك فرد بعينه فليس من الصحيح أن نأتي على سلوك فرد يدّعي أنه ليبرالي وهو يمارس ما ينقض الليبرالية ونقول هذه هي الليبرالية فكل شخص يمثل نفسه وتفكيره يمثله، فالليبرالية لا تقدس الأشخاص ولا المرجعيات، إذ لا يوجد أشخاص يحسبون رموزاً للتيار الليبرالي فعندما يغيرون من جلودهم لا تسقط الليبرالية كمصطلح لأنها لا تركن للمرجعيات أو الزعامات.
4
سأقول باختصار إن الليبرالية تعني أن تعيش وتدع غيرك يعيش؛ أي بمعنى أنه ينبغي علينا أن نقر جميعاً باحترامنا لعادات وتصرفات الآخرين الشخصية والتي لا تتعدى حيز الأشخاص أنفسهم ومحيطهم الشخصي وهي حق الإنسان الأصيل في أن يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء على أن تكون هذه الحرية حرية منضبطة بالقانون، إذ تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين.
جدة