تزايد أعداد المبدعين والمبدعات الشباب في وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت أنديتهم ووسائل إعلامهم وملتقياتهم تقام في العالم والتجمعات الافتراضية في الفيس بوك وتويتر.. يحدث ذلك في ظل غياب الإعلام الورقي عن هذا العالم، وعن رعاية هؤلاء المبدعين والمبدعات ونشر نصوصهم في صحفهم ومجلاتهم.
بعد قيام المجلة الثقافية بإنشاء صفحة الثقافة الرقمية، لفتت نظري تعقيبات ممن تنشر نصوصهم الإبداعية في الصفحة، منها على سبيل المثال مبدع ذكر من باب الدعابة أنها المرة الثانية التي ينشر له في صحيفة بعد نشر اسمه ضمن قوائم الناجحين في الثانوية العامة، هذا الفرح المصحوب بالاستغراب من الاحتفاء بإبداعاتهم من غير وسيط ولا سابق معرفة هو في حقيقته مؤشر على تقصير وسائل الإعلام الورقية في نقل الحراك الثقافي الأدبي الموجود في الإعلام الجديد إلى ميدانهم الورقي.
إن رعاية مبدعي الإعلام والأدب الجديد لا يخدمهم فقط بل يخدم أيضاً الصحافة الأدبية الورقية في جعلها أكثر حيوية، وأكثر تفاعلاً مع التطور والتغير في المحيط الثقافي من حولها وخاصة في الوسط الشبابي الذي يكتسح حالياً المشهد فارضاً نفسه على المتلقي الافتراضي المقارب له عمراً وفكراً.
يحسب للمجلة الثقافية في صحيفة الجزيرة أنها الأولى التي بنت جسر التواصل مع الأدب الرقمي، وأتوقع أن تبادر الصحف الورقية بملفاتها الثقافية لبناء مثل هذه الجسور، وتزايد أعداد الصفحات المهتمة بالادب الورقي سيخدم المبدعين الشباب، وسيفتح مجال التنافس الشريف الذي سيطور أداء الصفحات المهتمة بالأدب الجديد.
fmuneef@gmail.com