حياة الرايس:
تحيّة ودّ وورد وعرفان وريحان حسّاوي إلى كل أسرة صحيفة الجزيرة وإلى المجلة الثقافة خاصة تحيّة إكبار وإعجاب وتقدير...
وأقول لكم إنكم أسعدتموني مرتين: مرّة عندما نشرتم مقالي عن الأحساء: عرس جواثى: «لا بدّ من الأحساء وإن طال السفر» بتاريخ 19 إبريل العدد 370
وأعطيتم فرصة لقراء المملكة وغيرهم بالاطلاع عليه وربط جسر تقارب بين الكتاب في تونس وبين جمهور القراء من خلال النص الأدبي. وقد كنت أريد أن من خلال المقال أن أبرز الوجه الثقافي لمدينة الأحساء ابتداء من النادي الثقافي حتى أكبر العائلات. وأن أوجه تحيّة شكر وإكبار لأهالي مدينة الأحساء خاصّة، لما خصّونا به من احتفاء وكرم ضيافة بمناسبة مشاركتنا في ملتقى جواثى الثقافي في دورته الثالثة وهذا الكرم ليس غريبا عن أهل الجزيرة كلها. وأسعدتموني مرّة أخرى عندما نشرتم مقالة الأستاذ الشيخ الفاضل عبد اللطيف الجبر التي كتبها تعقيبا على مقالي عن «الأحساء» وقد نبهني إليها مشكورين الصديقان: الأستاذ الشاعر محمد الجلواح وكذلك الدكتور الناقد نبيل المحيش. الصادرة بتاريخ 3 ماي من بنفس المجلة الثقافية ويهنئاني بصدى المقال بين الناس وأثره في عائلات الأحساء خاصّة وفي أهم شخصياتها الفاعلة في المشهد الثقافي رغم اشتغاله بالأعمال: الشيخ عبد اللطيف الجبر. باسم كامل عائلة الجبر التي استضافتنا واحتفت بالشعراء على طريقتها الحساوية.
واستسمحكم عن طريق مجلتكم أيضا أن أتوجه بالشكر إلى الأستاذ الشيخ الفاضل عبد اللطيف على لفتته الكريمة وعلى عنايته بالمقال الذي كتبته وتفاعله معه. كما أشكره جزيل الشكر على دعوتي إلى مدينة الأحساء ثانية وقد حدس حبّي لها وتعلّقي بها. وهذه هديّة أخرى من مدينة أحببتها، يشرفني جدا ويسعدني أن ألبي نداءها كلما دعتني.
كثيرة هي المدن التي زرتها وقليلة هي التي كتبت عنها ذلك إنني لا أستطيع أن أكتب إلا بحبّ ولا أستطيع أن أكتب عن مدينة إلا إذا أحببتها. والأحساء ستدرج ضمن كتابي: «مرايا المدن» الذي أعده عن أدب الرحلات: عن المدن التي زرتها وأحببتها وكتبت عنها وسعيدة أن تكون الأحساء واحدة من بين هذه المدن. كما لا يفوتني أن أنوّه بعائلة الجبر وبكل العائلات الحساوية التي تقدّر الشعر والشعراء وتدعوهم إلى بيوتها وتقيم لهم الصالونات الأدبية على طريقتها مثل صالون الأستاذة دنيا الجبر وكل عائلتها الموقرة المتذوقة للشعر والأدب والفن.... وقد فتحوا لنا نافذة حضارية ليلتها على الفن الحساوي عن طريق بعض الفرق الغنائية النسائية لنتعرف على تراثهم الغنائي الشفوي الشعبي كما عشنا مشهد زفة العروس الحساوية وبسطوا لنا مائدة بشتى أنواع الأكلات التقليدية.... وهذا اسمّيه فن التقارب الثقافي.
فعن طريق الفنون وحدها تقترب الشعوب من بعضها وتتآلف وتتعرّف عن بعضها البعض. فنحن عن طريق الأدبيات والأغاني والشعر والمسرح و...... نستطيع أن نعرف كيف يقيم شعب من الشعوب أفراحه وأتراحه وكيف يعبر عن أحزانه وكيف يعيش حياته اليومية في أدق تفاصيلها.
وما لفت نظري أيضا وشدّ إعجابي في عزائم بعض العائلات الحساوية لأدباء وشعراء الملتقيات هو تنزيل الأدب والشعر من المنابر إلى البيوت وهذه حركة رائعة لا تقوم بها إلا عائلات عريقة في الأدب متأصلة في كيانها الثقافي ذات عزّ وجاه اجتماعي ورقي حضاري وحسّ إنساني عارفة بفن التقارب مع الآخر. وهذا ليس بمستغرب عن عائلة الجبر التي عرفت عنها الكثير وعن فضائلها وأعمالها الخيرية التي يلهج بها كل لسان في الأحساء وخارجها.
بوركت هذه العائلة لكل ما تقوم به من أجل الإنسانية جمعاء.
في الأخير أكرر شكري للأستاذ الفاضل عبد اللطيف الجبر على عنايته وعلى دعوته التي شرفني بها ولكل أسرة المجلة الثقافية. وسعيدة في الآخر أن يجمع الشعر بيننا ويهبنا كل هذا التقارب والمشاعر الإنسانية النبيلة.
كاتبة وشاعرة وإعلامية من تونس
hayetraies@hotmail.Com