نقدِّرُ هذا العذاب
ونفهمُ أنَّ الحياةَ: هواءٌ،
وبعدَ الهواءِ: التراب.
* * *
نقدِّرُ طفلاً..
سيفهمُ أنَّ الصوتَ حلالٌ
حين يكون الصمتُ حراما
ويفهمُ أنّ الضوءَ سماءٌ
حين تكونُ الأرضُ ظلاما
نقدّرُ طفلاً
صحا حين كنّا نياما
فقالَ: (.. سلاما)
وما انفكّ يمضي
ويمضي.. ويمضي
ولازال يمضي
وتنفتحُ الأرضُ من حولهِ
وتنغلقُ الأرضُ من حولنا
ويكبرُ فيه المضيُّ التزاما
وتصغرُ فينا الطفولةُ
عاماً فعاما
ونفهم أنّا افتقدناه،
حين افتُقدنا..
فهل ضاعَ طفلٌ هناكَ..؟
أم نحنُ ضعنا نياما..؟
* * *
نقدّرُ كلَّ كتابٍ قرأنا
نقدِّرُ كلَّ سوادٍ ملأنا
فمن سوف يقدرُ أن يستفزّ البياضَ
ويترك أوراقه للشجر؟
من سوف يضربُ ميعاده للحبيب
رسوماً على كلّ غيمٍ قريب
ثم ينساهُ منشغلاً بالمطر..؟!
نقدّرُ هذا الخطر
ونفهمُ أنّ الغيابَ جفافٌ
وأنّ الحضورَ.. غيابٌ تبلَّلَ ثم انهَمَر.
* * *
نقدّر جفناً تراخى.. وهاج
ونفهمُ أنّ الهياجَ احتياج
ولكن (ويا ربَّ لكن):
متى سنقدِّرُ هذا المزاج؟
متى سوف نفهمُ أنّا انكسرنا..
أبعدَ انكسارٍ يكونُ اعوجاج؟!
الرياض
ffnff69@hotmail.com