قبل الافتتاح بأشهر وحين دخلنا لأول مرة ذلك المكان، استقبلنا المسؤلون هناك؛ كانت بصحبتنا حينها أستاذتنا الفنانة الزائرة من بريطانيا “شارون” كانت منبهرة بما شاهدته رغم أنّ رائحة الدهان لازالت عالقة بالمكان، تكشف الحوائط عن الكثير من العمل الذي يحتاج إليه المقر ليتحوّل إلى صالة فنية تضاف إلى روح الرياض التشكيلية، أعتقدت حينها أنّ الوقت لا يزال مبكراً للإعلان عن افتتاح هكذا مشروع، إلاّ أنّ البشائر جاءت مبكرة عن خبر افتتاح تلك المشكاة الفنية الأصيلة، لا أخفي عليكم أني في كل مرة أسمع خبر افتتاح صالة فنية في الرياض، يقفز إلى ذهني صالات جدة بنشاطها وحركتها المرنة في العرض والترويج للمنتج الفني، وهل ستكون بيئة الرياض كجدة؛ خصبة لاحتواء الإبداعات الفنية على أرضها؟ جاء اسم المشكاة الذي يدل على فعل الإضاءة وبث النور في هدوء وعذوبة تصميم المكان واختياره في قلب المدينة، واكتملت العذوبة بوجود سمو الأمير بدر بن عبد المحسن في ليلة الافتتاح، وصلتني بعض صور كتغطية لتلك الاحتفالية وغبطت كثيراً الذين كان لهم فرصة الحضور والتفاعل وشهادة ميلاد حدث فني نادر كهذا؛ حيث قلّ وندر وجود المستثمر الذي يؤمن بأهمية العمل في المجال الثقافي التشكيلي ودعمه والاستفادة منه، مع امتزاج فكره بثقافة الفن ذاتها، واطلاعه على كل ما هو جديد في مجال الفنون البصرية، سرّتني كثيراً هذه الصالة وأتطلّع بالنيابة عن بقية المهتمين بالمجال، لوجود فعاليات وعروض ومقتنيات تثري الحركة التشكيلية، تعطي المشكاة أهمية أعمق ودوراً مجتمعياً تفاعلياً يضمن لها الاستمرارية والتطوّر، مع الحرص على تفعيل الإعلام الجديد من صفحات في الفيس بوك والتويتر واليوتيوب كقنوات تساهم في نشر أخبار المشكاة وتكون أرشيفاً لكل ما يتم تقديمه من خلالها.
Hanan.hazza@yahoo.com