هناك في اللغة (E) ما يسمى باللغة الشوارعية، وهناك اللغة الأم التي هي أصل اللغة: (E)، وهي مادة وافرة تشكل أصلاً لا يقوم العلم إلا به علم السياسة والطب والإدارة والهندسة والاجتماع.
ولقد يصعب جداً التمييز بين اللغتين صعوبة بالغة لاسيما عند أولئك الذين هم في بداية التعليم كطلاب الابتعاث مثلاً.
وقد حرص نخبة من اللغويين هناك على صياغة (معاجم) و(مفردات) و(رموز) للوقوف على حقيقة وأصل اللغة، ذلك حتى لا تندرس، وحتى تقوم الأسس على ضابط يدوم فلا يغطي هذا على ذاك.
واللغة (E) غنية جداً بمفردات ودلالات حية يجعلها أسهل اللغات بعد الأردو ويحرص الإنجليز الحرص كله على لغتهم ويحاولون منذ قديم الزمان جعلها عالمية وهذا ما صار.
واللغة العربية لغة فطرية سامقة حية تلامس العقل كما تلامس (القلب) ولها حلاوة وطراوة وجمال لفظ وزينة نطق عند من يحسنها ويؤديها كما هي.
وقد رأيت خلال تجوالي ومناقشاتي في بلاد كثيرة من (دول شتى) أن اللغة ليست يحتفى بها بل طغت اللهجات.
وسادت المفردات التي تألمت من أجله السجايا الحرة والفطرة السليمة والسبل القويمة هذا أمر معلوم من الحال بالضرورة.
وليست مهمة (الجهات المسؤولة) عن: العلم.. والتعليم.. والثقافة.. والنشر والإعلام إلا حماية اللغة لئلا تدرس خلال العقود.
وحتى.. فقط.. فقط ندرك ذلك أورد عبارات جارية ذلك حتى يحكم القارئ لهذا (المعجم) بنفسه: (والله والله إنكم خير من غيركم من الشباب لكن هيا من الآن عليكم أن (تجتهدون) وأن (تعملون بجد ونشاط).
أعيدوا.. القراءة.. مرتين وثلاث ورباع وإن شئتم: وثلاثاً.. ورباعاً..) أعيدوها فكم في هذا التوجيه من خلل القوى خاصة أن: (يجتهدون) وأن: (تعلمون)..
وحينما تنصت للأحاديث في المجالس أو الحوارات أو المحاضرات خاصة تلك التي تتسم بالعجلة وكثرة الحركة فإنك واجد الشيء الكثير من خلل بين.
وكذلك:
(هين وينكو أنتو)
(لابوه لابو جده)
(أجبه أنته وهاتوه معك)
(فيذا رجاجيل)
وسوف أورد كلاماً سمعته أحفظه حفظاً جيداً لندرك أمر.. اللغة.. وما لها علينا من واجب ضروري كل يقوم بدوره حيالها: (ونحن هنا ندور الضائع بينكم وحيث أن الضائع بينكم ندوره فهذا يحتاج إلى وقت إيه إلى وقتٍ وإلا ضاعت الطاسة ووش نبي بحال ما فيها: تعاون بين الطلاب واللي يدرسونهم).
ونستطيع من خلال بحث ميداني دقيق موسع «سري» في كثير من حالات شتى من اجتماعات وندوات وحوارات، وكذا بعض ما يكتب في الصحافة والمجلات المحكمة أن نقف على مدى الضرورة لتدارك حال اللغة لاسيما بعد وجود حاليات من دول متعددة تكسر (بضم التاء) اللغة تكسير قد ينشأ عليه الأطفال إلى سن 15 سنة من خلال التعامل الضروري كسائق، وهذا ملموس (ميدانيا) ولست أصعب الحال على غير حال حاصلة لكن من مهام الجهات التدارك وفيما نطالع (تاريخ دمشق) لابن عساكر و(سير أعلام النبلاء) للذهبي و(الكامل) لابن الأثير الجزري، و(صبح الأعشى) للقشلقندي، و(البداية والنهاية) لابن كثير نجد إلى سنة 800هـ حماة للغة لكن أي حماية حتى صرخ (حافظ بن إبراهيم) و(مصطفى بن صادق الرافعي) و(أحمد شاكر) و(محمود شاكر) وبينوا خطورة تدارس اللغة بعدم الاهتمام بها جيلاً بعد جيل، وزمناً بعد زمن.
ولا جرم فخادم الحرمين الشريفين ومركزه الجيد الذي نشأ الآن، وجهود معالي الأخ دكتور خالد العنقري، لعل ذلك أن يكون قمناً في (حماة اللغة بطرق)، ويكون قمناً بوضع أُسس وأُطر عالية طويلة النفس حيال هذا.
الرياض