Culture Magazine Thursday  10/05/2012 G Issue 373
فضاءات
الخميس 19 ,جمادى الآخر 1433   العدد  373
 
وتم العناق
حول جنس القصة القصيرة جداً
حسن علي البطران

 

كثيراً ما يكون الإبداع رسول تواصل واندماج وتقارب بين الثقافات المختلفة والبعيدة. والقصة القصيرة جداً جنس إبداعي جديد في الانتشار، لكن له جذوراً قديمة في الإبداع السردي. والمتتبع في تراث الأدب العربي يجده موجوداً، وإن اختلفت المسميات أو التسميات. وأجد أن القصة القصيرة جداً إبداع يتواكب وروح هذا العصر، وآليته التطورية، التي قربت بين المبدعين والمثقفين، وانعكس ذلك إيجاباً على تداخل الثقافات المختلفة.. والأجناس الإبداعية ولادة وهي في حالة تطور دائماً، وهذه حسنة وهالة مضيئة، تحسب للأدب وأجناسه.

وقد يُلاحظ أن القصة القصيرة جداً أخذت تنتشر وبشكل سريع في الأوساط الإبداعية على المستويَيْن المحلي والعربي؛ حيث لا تخلو أي مطبوعة تهتم بالسرد والإبداع من القصة القصيرة جداً، وهي طاغية الوجود فيها وبها، وكذلك مواقع ومنتديات الشبكة العنكبوتية.. الفيس بوك.. تويتر.. عموماً الإنترنت مليء بها، وهذا مؤشر يعني التفاعل الإيجابي نحوها، ولا يخفى على المتابع وجود ملتقيات ومهرجانات خاصة بها، في عدد من الدول العربية كالمغرب وسوريا والعراق وفلسطين وبلدان أخرى، وليس مستغرباً أن الإبداع العربي واكب الإبداعات الأخرى، فأخذ يقترب من بعضها، وقد أخذت بعض الأجناس الأدبية والإبداعية تقترب وتتداخل مع بعضها، وهذا لا يعني ذوبان جنس إبداعي على حساب آخر، بل زيادة في إظهار جماليات اللغة والإبداع من خلاله، والقصة القصيرة جداً ربما تتداخل في قارب تكنيكي مع قصيدة النثر، لكن ثمة فروقات بين الجنسين، فكل جنس له مقومات تكنيكية خاصة، وأسس جوهرية في رمزيته، وعمق شاعريته، وقوة مفارقاته، وإن كان كلاهما لم ينتهِ من طوره التجريبي، رغم ما وصلا له من تحديد واستغلالية على الساحة الإبداعية، فكلاهما من الأجناس التي زامنت وواكبت الطفرة التطويرية والحداثية، بشكل تضاعفي وسريع ولافت للنظر كتطورات العصر وما به من قفزات حداثية في كل المجالات، وكل هذا الانتشار والتطور يعطي مؤشراً إلى مستقبل مضيء للقصة القصيرة جداً، ومن وجهة نظري أن (ق ق ج) سوف تتسيد الساحة الإبداعية في يوم ما، كما كان الشعر سابقاً ولعقود طويلة والرواية حالياً.

وإنني أُعيد ما قلته كثيراً بأن القصة القصيرة جداً سوف تكتسح الساحة، وتسحب البساط من تحت بعض الأجناس، وهذا لا يعني أنها تفقدنا أهمية الأجناس الأخرى، بل سوف تشعل الحماس والغيرة فيما بينها، ونأمل أن تحظى بملتقيات محلية، ودراسات نقدية مكثفة، تتواكب مع وجودها وانتشارها على الساحة الإبداعية المحلية والعربية.

الاحساء Albatran151@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة