سعادة الدكتور إبراهيم التركي حفظه الله
في البداية نشكركم على ما تقدمونه في المجلة الثقافية من مبادرات طيّبة في استذكار لبعض الرموز الفكرية والثقافية ممن غابوا عن المشهد في حياتهم لأسباب وظروف مختلفة وهذا ليس بغريب على المجلة التي تقودون سفينتها فهي دائما ما تكون حاضرة وسباقة في هذا الجانب.
وأود هنا أن أعلق على بعض ما اختزلته ذاكرة الأستاذ محمد القشعمي في عدد الخميس الموافق 8-4-1433هـ عن الأستاذ والنابغة عبد الله بن صالح الفالح - رحمه الله-، والقشعمي مع ما يتمتع به من وفاء فهو من المهتمين بالتاريخ الشفهي وله إسهامات واضحة وجليّة في ذلك. فقد ذكر من خلال سرده لسيرة الراحل عبد الله بن صالح الفالح أن والده صالح كان مندوبا للتاجر الشهير في العراق والشام وفلسطين عبد الله البسام. والصحيح أن التاجر المذكور هو محمد العبد الله البسام والذي كان مقيما في الشام ويسكن في حيّ الصالحية الراقي بدمشق. ثانيا من كان مقيما في حيفا هو عبد الله بن فالح جدّ الراحل وليس والده صالح وكان يملك مزرعة في حيفا مليئة بالموالح والحمضيات ويطلق عليها هناك (بيّارة).
أما والده صالح فكان مقيما في عنيزة ولم يغادرها إلا بعد وفاة والده عبد الله في حيفا في أوائل الخمسينات الهجرية حيث ذهب إلى هناك لإنهاء بعض الأمور المتعقلة بوالده ومنها غادر إلى مصر حيث عاش هناك وكان مقيما في حيّ المطرية ولم يعد إلى المملكة إلا بعد أن أدركته الشيخوخة. هذا ما ذكره والدي رحمهم الله جميعا والذي كان صديقا لكليهما حيث ذكر أنه كان يمّر على عبد الله بن فالح في حيفا مع أصحابه من أبناء عقيل أثناء تنقلهم بين الشام ومصر حيث كانوا يقيمون في بعض الأحيان أياما في غزّة وكان ذلك في الأربعينات الهجرية من القرن الماضي، ولقد ظلّ صالح بن فالح يراسل والدي لسنوات طويلة بعد إقامته في مصر بعد أن تركها والدي واستقر في مدينة عنيزة هذا ما أردت إيضاحه شاكرا لجهودكم والله يحفظكم.