المؤلف: فيتوريو أريغوني
الناشر: المركز العربي للأبحاث،
الكتاب نسخة عربية مترجمة عن الكتاب الذي وضعه المناضل الأمميّ الإيطاليّ «فيتوريو أريغوني» باللّغة الإيطاليّة، ثمّ سرعان ما تُرجم إلى لغات أوروبيّة عدّة بسبب الشّحنة الإنسانيّة الكبيرة التي احتوتها نصوص الكتاب، وبسبب المشاهدات المؤلمة التي وردت في صفحاته.
ترجم الكتاب عن الإنكليزيّة مالك ونوس، وقدّم له المؤرّخ الإسرائيليّ المعادي للصّهيونيّة إيلان بابيه الذي كشف في تقديمه كيف أنّ إسرائيل شادت في سنة 2004 نموذجًا محاكيًا لمدينة عربيّة في صحراء النّقب، ذات حجم يساوي حجم مدينة حقيقيّة، ثمّ عمدت إلى إطلاق أسماء محدّدة على الشّوارع والمباني والمساجد، وجعلت للسيّارات أرقامًا. وفي سنة 2006 صارت هذه المدينة مماثلة تمامًا لمدينة غزّة، وجرى تدريب الجنود على القتال فيها، أي أنّ إسرائيل كانت تعدّ للقتال في غزّة حتّى قبل أن تنسحب منها في سنة 2005. ووصف إيلان بابيه هذا الكتاب بأنّه يفتح نافذة صغيرة للعقول المغلقة التي تدعم إسرائيل من دون قيدٍ أو شرط.
أمّا فيتوريو أريغوني الذي اغتالته إحدى المجموعات المتطرّفة في غزّة في نيسان-أبريل 2011، فقد عمل في حركة التّضامن العالميّة مع الشّعب الفلسطينيّ في قطاع غزّة منذ سنة 2008، وشاهد بأمّ عينه وقائع العدوان الإسرائيليّ على غزّة (2008 - 2009)، وسجّل ذلك كلّه في هذا الكتاب الذي يتألّف من 22 تقريرًا أرسلها تباعًا إلى جريدة «إلمانيفستو» الإيطاليّة ونشرها على مدوّنته Guerrilla Radi- في الوقت نفسه. قال في مقدمة موجهة إلى العالم:»حافظوا على إن سانيتكم» هو الشعار الذي أوقّع به ما أكتبه لجريدة إل مانيفستو وما أدونه على مدونتي. إنه دعوةٌ، أو لا يزال أفضل دعوة، للتسريع في كفّ يد لجنة الأعمال الإجرامية ومن أجل إعادة التأكيد على الأهداف الأساسية للجنس البشري والوقوف إلى جانبها. عندما تلغى الإعلام والحدود وخطوط العرض والفروقات الدينية والعرقية، فإن ما يظهر في مشهد الحياة هو سيناريو التجرد، مما يدفع المرء للحفاظ على أهله وأقربائه على حساب الآخرين. أما عملي فهو دعوة لنا جميعاً كي نتذكر انتماءنا إلى جماعة فريدة من الكائنات الحية، ألا وهي العائلة الإنسانية « ويقول أريغوني عن هذه المقالات إنّها «ذات أوراق مؤذية، وملطّخة بالدّماء، ومشبعة بالفوسفور الأبيض». ولأنّ الضحيّة الأولى لأيّ حرب هي الحقيقة، فقد رأى أريغوني أنّ من واجبه، كإنسان رأى ما رأى، توثيق الحقيقة ونشرها حتّى لا تغتالها إسرائيل. وهذا الكتاب هو وثيقة حقيقيّة صادمة حقًّا، وتكمن أهميّته في كونه رواية إنسانيّة كتبها شاهد على واحدة من أبشع الحروب التي شنّتها إسرائيل على شعبٍ أعزل.