في كل مرة تقام فعاليات الفنون البصرية يتزايد لدي اليقين بالنقص الحاد في فيتامين الذوق الفني التشكيلي، هذا الفيتامين المسؤول عن تنمية الحس الجمالي الذي يؤدي إلى تعديل السلوك في كثير من جوانب الشخصية، تقام لدينا عدد من المعارض والمسابقات وغيرها، وتظل أرقام الحاضرين متواضعة جدًا؛، علمًا أن لدينا اهتمامًا كبيرًا في مسائل الذوق العام سواء في المسكن أو الملبس وغيرهما، ولكن تبقى الجمالية التشكيلية والحرص عليها والتفاعل معها سلوكًا متقلصًا على فئة محدودة تجذبها فعاليات الفنون خارج حدود الوطن أكثر من داخله وفئة من الفنانين أيضًا تغريهم المشاركات الخارجية لما يجدونه من إقبال من الزوار سواء بالحضور أو الاقتناء، آرت دبي على الأبواب ونخبة من أبرز الأسماء السعودية تشارك فيه، كذلك كانت جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي في المستوى الثالث من نصيب الباحث سامي جريدي من السعودية عن بحثه (المفاهيمية في الفن التشكيلي السعودي)، وبحكم عملي في المجال الأكاديمي الفني أعايش وبشكل يومي الكثير من قضايا الواقع التشكيلي المحلي سواء في الممارسة أو التدريس أو البحث إلى جانب تنظيم المسابقات وفعاليات فروع الفنون المختلفة؛ وحاليًا أقوم بتدريس مقرر التذوق الفني الذي من خلاله أجد التقصير حتى لدى شريحة الطالبات المتخصصات في مجال التربية الفنية، حيث الكثيرات منهن لا يعلمن عن الأخبار التشكيلية وقد لا تصل إليهن الإعلانات إلا متأخرة أو من حيث ظروف الأغلبية في صعوبة الوصول إلى أماكن إقامة تلك المعارض؛ والقليل تتاح لهن فرصة الحضور وتكون عن رغبة واهتمام وحرص ذاتي، بينما البقية ألمس لديهن عدم الحرص على الزيارة أو الإطلاع والقراءة في مجال التذوق الفني قد لا يكون بسببهن ولكن بسبب نوعية الاهتمامات الأكثر أهمية لديهن دون التشكيل.
Hanan.hazza@yahoo.com