هذه (اللزمة) أضافها بعض إخواننا الإعلاميين البسطاء على بعض الفنانين الذين تستهويهم الألقاب، آخرها كان في محاضرة أقيمت في المنطقة الشرقية لمصور فوتوغرافي تركي، وقبلها في جدة لفنان تشكيلي عربي، وغيرها كثير.

لا أعرف لماذا اطلاق هذه النعوت؛ هل لنمنح فنانينا صفة وهمية؟ أم لأن هؤلاء الفنانين لا ترضيهم سوى مثل تلك الألقاب؟ أم أنه جهل أو تقرب لدى إعلاميينا. بيكاسو على سبيل المثال لا تُرفق باسمه أيةُ إضافات حتى كلمة فنان، ومثله كثيرون من الفنانين الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس بفنهم.

العالمية مصطلح فضفاض يُرى من جوانب مختلفة، لكن هناك من يضفيه على شخص أو سيدة بمجرد العرض خارج حدود بلده، هناك من طاف العالم ولم تلفت أعماله أحداً، يسأل بعض الإعلاميين عن العالمية؛ وهل وصل فلان إلى العالمية؟ أو: من هو الفنان العالمي؟ هل العالمية أن تعرض في نيويورك أو باريس أو لندن، ما أكثر الذين عرضوا هناك لكنهم لا يحملون سوى أدوات بسيطة لا يُلتَفت لها، هناك إشكال في علاقة الفن والإنتاج الفني ومستواه بأماكن العرض؛ إلا أن تكون هناك عوائد مالية ومع ذلك فليس كل المواقع متاحة لكل شيء، فمثلاً ليس باليُسر أن تعرض في موقع معروف ذو تاريخ واتجاه في عاصمة كروما أو مدريد أو لندن أو بون أو حتى غيرها، هناك تقاليد للعرض وآلية لم نعمل بها حتى الآن، فالبرامج التي يضعها القائمون خاضعة لمعايير، ومعه ليس هناك ما يمكن وصفه أو نعته بالعالمي، صادفتنا مع بعض القائمين على بعض القاعات الخارجية (الأوروبية) مسألة أسعار اللوحات، قالوا لنا: إن سعر لوحتك في بلدك لا يمكن يكون بالمثل في مكان آخر، يجب أن تُعرف هنا حتى تتم المساواة. إن إضفاء لقب العالمية كبير، ولسنا أو غيرنا بحاجة له، الأهم أن نقدم عملاً فنياً أصيلاً، والأصالة هنا ليست الموروث، فالعمل الفني لا يخضع لمعايير محلية أو عالمية إلا بما يتضمنه من صدق، هو صدق الفنان وأصالة منتجه الفني مهما يكن توجهه أو أسلوب أدائه.