أثناء حديث شيق مع محمد الدغيلبي الرئيس التنفيذي لملتقى الإنتاج المرئي عبر الإنترنت، وهو الملتقى الذي سيجمع المبدعين والمهتمين في مجال الإعلام المرئي، تطرق النقاش إلى مضمون برامج اليوتيوب، وفقر المحتوى لبعض البرامج مما قد يجعلها عرضة للانطفاء.
البرامج اليوتيوبية الآن لا تقل عن برامج التلفزيون جماهيرية، بل تفوقت نسب المشاهدة لبعضها على برامج تلفزيونية تصرف عليها الملايين ويتسابق عليها المعلنون، وهذه الثورة الشبابية الإبداعية التي ستحطم قيود ورموز الإعلام القديم بحاجة إلى شيء من الاحترافية والمأسسة لضمان استمرارها حتى لا تكون مجرد فورة حماس تنتهي بسرعة كما تنتهي فورة المياه الغازية في ثوان.
ومهما كان الإخراج متقنا، والتصميم إبداعيا، والمؤدي متميزا، فإن المضمون يبقى ركنا أساسيا من دونه يتهاوى العمل سريعا كما تهاوى طاش ما طاش في سنواته الأخيرة. كل عمل شهير تجد وراءه نصا وقاصا وسيناريست مبدع، فمحمد الماغوط كان وراء أفلام ومسرحيات شهيرة لدريد لحام، وحنا مينه كان وراء مسلسلات نجدت أنزور معروفة، ونجيب محفوظ في أفلام عدة، وأسامة أنور عكاشة في مسلسلات بقيت في ذاكرة الشارع المصري، إلى آخره من مبدعين رفعت نصوصهم من جودة العمل.
برامج اليوتيوب بحاجة إلى العناية بنصوصها وحواراتها، والمبادرة إلى استقطاب أسماء شابة من الأدب والإعلام الجديد بدل الاعتماد فقط على المحيطين من الأصدقاء. وسائل التواصل الاجتماعي أثبتت أن هناك مواهب إبداعية في كل مجال ومنها الأدب الساخر، وهي قادرة متى ما منحت الفرصة على الإسهام في أعمال مرئية مبدعة، وخير من يمنحهم هذه الفرصة هم زملاؤهم في الإعلام الجديد.
fmuneef@gmail.com