Culture Magazine Thursday  22/12/2011 G Issue 357
فضاءات
الخميس 27 ,محرم 1433   العدد  357
 
انتخابات الثقافة.. شفافية يهدّدها الوأد!
د.دانية آل غالب

تعرّف الثقافة بمعناها الإنثروبولوجي على أنها أسلوب الحياة التي ينتهجها المجتمع بكل ما يحمله من فكر ومواقف وقيم من الماضي والحاضر والرؤى المستقبلية.

ويوصف المثقف بأنه الإنسان الذي يمتلك قدراً من التفكير الذي يؤهله للنظرة الشمولية.. مع قدر من الالتزام الفكري والأخلاقي..

وهي مقدمة أريدها مدخلاً لحديثي اليوم في شأن ما واكبته انتخابات نادي جدة الأدبي الثقافي الأخيرة، إذ كنت شاهدة عيان على ما دار في قاعة النادي... فقد حضرت يوم الانتخاب بصفتي عضوة في الجمعية العمومية للنادي بحكم تخصصي في اللغة العربية، وحضرت وفي مخيلتي العديد من الأحلام والرؤى عن دور المثقف وحضوره في المشهد الثقافي الذي ينبغي أن يقدم صورة مشرقة تواكب طموحات معالي الدكتور الشاعر عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام وسعادة وكيله للثقافة المثقف الدكتور ناصر الحجيلان حين ركبا الصعب واختارا التحدي بالمضي قدماً في تطبيق التجربة الديمقراطية بكل تبعاتها لاختيار أعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية في الوطن وفقاً للوائح التي صيغت ونوقشت وأقرت بالمشاركة مع رؤساء تلك الأندية في عهد سابق، فهل واكبت مسالك بعض أعضاء الجمعية العمومية لنادي جدة تلك الطموحات؟! هذا ما أريد مناقشته في النقاط التالية:

* كان الحضور يوم انتخابات نادي جدة الأدبي جيداً، وكان تنظيم اللجنة المشرفة على الانتخابات رائعاً ومهنياً في سير عمليات الاقتراع بعد شرح آليته والتزام الأعضاء به الأمر الذي جعل الأغلبية يقرون - حتى أولئك الذين لم تأت النتائج كما يشتهون- بأن الإجراءات كانت سليمة وسلسة ولا غبار عليها وهي شهادة حق في جانب أعضاء اللجنة ورئيسها..

* غير أني أصبت بخيبة أمل جرّاء ما شاهدته عقب ظهور النتائج من ردود أفعال.. وصلت عند بعض اللائي لم يفزن إلى ذرف الدموع والامتعاض والتشكيك. كما افتضح أمر بعض الرجال الذين شوهدوا وهم يدورون على بعض الأعضاء ويؤلبون حماسهم على ما ظهر والاعتراض عليه.

وكان ذلك جلياً ومسموعاً.. وأصوات الاعتراض تتزاحم وتحاول تأليب الآخرين، بينما كان البعض ممن لديه رصيد من النزاهة يؤكّد لتلك الأصوات أن النتائج تؤكّد شفافية الانتخابات!!

لكن هناك من لم تعجبه تلك الشفافية في الانتخابات التي خرجت عن توقّعاتهم.

* ثم مفاجأة التأليب ضد المجلس الجديد والتحريض عليه قبل أن يرى النور ويبدأ.. ولم أفهم سلوك أولئك الذين تزعموا الاعتراض والخطابات التي جاءت بعد انقضاء الفترة المحددة للطعون وفقاً للائحة، وحرصهم على التشويش دون التزام بأخلاقيات المثقف!!

فهل فهم بعض المثقفين أن الفعل الثقافي والمشاركة في مشهده لا تتم إلا بالفوز بمقعد العضوية في مجلس إدارة النادي.. وإن لم يكن كذلك فإنها القطيعة وإعلان الحرب على الفائزين..!! وهل كان سيكون هو ذاته رد الفعل لو فاز ذلك المتزعم للاعتراض أو اختير من يريده للرئاسة!؟

وهل هذا هو الدور الأخلاقي للمثقف؟!.. وهل كان حضور المعترضين ممن لم يفوزوا- في النادي من قبل أو التسجيل في الجمعية- لمأرب شخصي فإن لم يتحقق فإن الخيار هو الانسحاب من المشهد الثقافي؟!

وهل الغرض من الانتخابات هو تكرار نجاح الأسماء السابقة؟ فإن لم تنجح فإن ملاحقة الفائزين - بشفافية الانتخاب - بالطعن هو مسلكها وموقفها؟

هناك تساؤلات عديدة تتوالد من رحم الدهشة والصدمة مما نراه ونسمعه يحدث في الساحة الثقافية!!

نحتاج أن نجد إجابات عنها.. نأمل ألا تكون صادمة أيضاً!!!

جدة

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة