لا يخلو اسم التفضيل من أن يكون محلى ب(أل) أو عاطلا منها، فإن كان محلى بها فهو نعت يقتضي متابعته لمنعوته ومطابقته إياه، فيأتي المذكر على (الأفعَل) والمؤنث على (الفُعلى) ومن أمثلة ذلك: الأبعد والبُعدى، الأجمل والجملى، الأحجى والحجيا، الأحسن والحسنى، الأدنى والدنيا، الأرذل والرُّذلى، الأسفل والسفلى، الأسوأ والسوءى، الأصغر والصغرى، الأضيق والضوقى، الأطول والطولى، الأطيب والطوبى، الأعزّ والعُزّى، الأعظم والعظمى، الأعلى والعليا، الأفصح والفصحى، الأفضل والفُضلى، الأقدم والقدمى، الأقرب والقُربى، الأقصر والقُصرى، الأقصى والقُصوى، الأكبر والكبرى، الأكرم والكرمى، الأكيس والكوسى، الألأم واللؤمى، الأمثل والمثلى، الأنذل والنذلى، الأهون والهونى، الأوسط والوسطى، الأولى والوُليا.
وليس كل (الأفعل) تقابله (الفُعلى) بل يقتصر في ذلك على ما سمع من العرب، ولذا كثر خطأ المحدثين إذ نجدهم، وقد تعذر المسموع، عمموا الصيغة المذكرة فنعتوا المؤنث بنعت المذكر فقالوا: القضية الأهم، والحديقة الأجمل، والصواب أن يقولوا: أهم قضيةٍ وأجمل حديقةٍ، على نحو ما يأتي بيانه.
فإن كان اسم التفضيل عاطلاً من (أل) فإنه لا يخلو من أن يكون مضافًا أو غير مضاف، فإن كان غير مضاف وجب تذكيره وتنكيره وإفراده واقترانه ب(مِن) بغض الطرف عن جنس المفضل وعدده، فيقال: زيد أكبر من عمرو، وزينب أكبر من فاطمة، والرجال أقوى من النساء، والنساء أصبر من الرجال.
فإن كان مضافًا فإنه لا يخلو من أن تكون إضافته إلى نكرة أو إلى معرفة، فإن كانت إضافته إلى نكرة فإن المضاف إليه لا يخلو من أن يكون اسمًا أو وصفًا، فإن كان اسمًا وجب تذكير اسم التفضيل وتنكيره وإفراده وأن يكون المضاف إليه مطابقًا للموصوف في جنسه وعدده، مثل: زيد أكرم رجل، والحرمان أوسع مسجدين في العالم، والمعلمون أصدق رجالٍ عملاً، والمسلمات أحسن نساءٍ في العالم، فإن كان وصفًا جاز إفراد ما أضيف إليه اسم التفضيل، مثل: الزيدان أتقى مؤمن أو أتقى مؤمنين، ومن شواهد ذلك ما أنشده الفراء:
وإذا همو طعموا فألأم طاعمٍ *** وإذا همو جاعوا فشرّ جياع
وإن كان اسم التفضيل مضافًا إلى معرفة جاز تذكيره وإفراده وجازت مطابقته لموصوفه، مثل: زينب أفضل النساء/ فضلى النساء، الزيدان أفضل الرجال/ أفضلا الرجال. المسلمات أفضل النساء/ فضليات النساء.
***
(1) أبوعلي القالي، أمالي القالي، 2: 152.
(2) ابن مالك، إكمال الإعلام بمثلث الكلام، 1: 138.
(3) أبوعلي القالي، أمالي القالي، 2: 152.
(4) أبوالعباس محمد بن يزيد المبرد، الكامل، 1: 92.
(5) وفي معجم العين للخليل وتهذيب اللغة للأزهري «وقالوا: أكيَسُ كُوسَى وأَطيَبُ طُوبى». ذكر ابن سيده في معجم المحكم أنه مؤنث الأطيب.
(6) جاء في المحكم لابن سيده (مادة:عوى): فلما جرى أدركنه فاعتوينه*** عن الغاية الكرمى وهن قعود
(7) أبو علي القالي، أمالي القالي، 2: 152.
(8) أبو علي القالي، أمالي القالي، 2: 152.
(9) الفراء، معاني القرآن، 1: 33.
الرياض