في الوسم الرابع والعشرين «على أديم الزمن» كانت حكاية المزرعة ذات الـ(مئة وخمسين ألف متر مربع) محور الجزء الكبير وبجانبها تسريب أسئلة الاختبارات؛ ففي أرض المزرعة التي حصل عليها مع زميليه في الوزارة وصديقيه الدكتور غازي القصيبي -عليه رحمة الله - والدكتور سليمان السليم - حفظهما الله - رواية تستحق أن تتمثل مؤكدةً؛ والخويطر يحكي فصولها - كيف جاءت إليهم الأراضي الثلاث بمبلغ تأجير رمزي جداً بعد سعي من وزير المالية السابق الشيخ محمد أبا الخيل وتبعد عن الرياض حوالي مئة كيلومتر «فيما وراء الخرج» وانتهت أن تنازل الثلاثة عنها؛ حيث عجز الخويطر عن الوفاء بالتزاماته تجاه مشروع بيته «الحالي» في الريان مع تزايد مصروفات تأسيس المزرعة التي لم يتجاوز فيها مرحلة بناء السور الخارجي، وانتهى به المطاف للتنازل عنها -مع دفع ما صرفه- لزميله وصديقه المهندس عبدالعزيز الزامل، ويقول: إنه استعان - خلال تلك المرحلة - بجهود صديقه الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، وبقيت الوفرة المادية في عام 1404ه أي بعد أربعة وعشرين عامًا من حصوله على الدكتوراه وعشرة أعوام أو تزيد من توزيره حائلة بينه وبين ما كان يتمناه، ولعله النموذج الأجمل للنزاهة الحقيقية التي لا تجعل الوزير المعتمد على راتبه ومكافآته يتمايز عن بقية عباد الله، وقد أشار الخويطر إلى أن القصيبي بعد إعفائه من الوزارة تصرف في الأرض وكذا صنع أبو باسل السليم، وقد عرف الثلاثة بنقاء سيرهم وذممهم «ولا نزكي أحدًا على الله»، كما أشار الخويطر إلى مشكلة تسرب أسئلة الاختبارات في العام المشار إليه وإفرازات البحث والتحري والحلول المتخذة ومعرفة المتسبب أخيرًا.
الخويطر في مذكراته المعتمدة على يومياته لا يقول كثيرًا كعادته حتى إن إعفاء القصيبي قد مرّ عابرًا رغم ما يربطهما من علاقات حميمة، وفي الجزء حكايات وملفات كثيرة.
