Culture Magazine Thursday  22/12/2011 G Issue 357
أقواس
الخميس 27 ,محرم 1433   العدد  357
 
حطي كلمن
أفاتار
خلود العيدان

كان بيت شعر كفيل باختصار حكاية عشق، وكان سهم حكمة قادر بجدارة على اختزال موضوع ما، ولكن السؤال هل الصورة الآن يقع على عاتقها مهمة تقديمنا، اختزالنا، بل وربما نحملها عبء رسائلنا وقضايانا!

كانت الصورة مرفقة بمقال بقلب صحيفة لا تحتمل أكثر من مسمى (صورة)، ظلت زمناً أقرب إلى صورة البطاقة الرسمية وربما جواز سفر، وتغير الكثير ليمر عليها الظل واللون وروح صاحب الصورة فانكسر جمود التحديق بالكاميرا وخفتت رهبة أدوات المصور وحضوره، الآن لم تعد بطاقة أنيقة كفيلة بتقديمك فحسب بل إن حساباتك الشخصية في عالم الإنترنت تقدمك للباحث عنك أو لمتابعك وتمارس بذلك دورها وفق سلطة غير مشروطة! وإن رغبت في حديثي بتسليط الضوء على وجود المثقف أو الفنان في هكذا عوالم ، فإنني حتماً سأشير لازدحام الدلالات والمعان على الصورة الممثلة لاسم المستخدم في عالم التواصل السريع على الإنترنت أو مايسمى ب(أفاتار).

هل الأفاتار في حساباتنا الشخصية رمز،أم (مساحة) بلا أدنى أهمية، هل حقاً يمثل قضية ويرمز لها بشعار أو بلون هل يختزل القصة ،ويشير لحق أو لتوجه ! وهل لأصول مفردة أفاتار السَّنَسْكِريتية حكاية تستحق أن أشير لها هنا، حجم فضولي تجاه الفكرة يجعلني أشير لعمق المعنى في حديث محسن خالد في ظلاله الفلسفية للأفاتار. ففي Etymology الإتمولوجيا (العلم المختص بدراسة أصول الكلمات ونشأتها) مفردة (أفاتار) مأخوذة عن اللغة السَّنَسْكِريتية، أي الهندوآرية القديمة، وتدلُّ على الآلهة التي تتنزّل من السماء إلى الأرض، فتتجلَّى، وتتجسد على نحو أسطوري ، وغالباً يرتبطُ الأفاتار الحقيقي في الثقافة الهندية بتجسّد الإله فيشنو Vishnu في الكائنات .وهو بوسعه التجسُّد من خلال مخلوقات كثيرة.

إذن فتجسد الفكرة وارد والبحث خلف أفاتار من نتابعهم من مثقينا وفنانينا في عالم النبض الإلكتروني يستحق دقائق تأمل، البعض يعتنق البساطة وآخرون مغرقون بالتعقيد! يلفت نظري أفاتار معتنقي الكوميديا السوداء في تويتر بجنون الملامح حيناً وربما بمبالغة الاهتمام بتأطير أفاتارهم حيناً آخر حتى أنها توشك أن تفقد (لب) المعنى، تأملك قد ينبؤك بدلال وقد ينبؤك بنضال وربما يضيعك تماماً عن المغزى!

تلميح:

«فأسرّها يوسف في نفسه»

الرياض kimmortality@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة