أصدرت كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الطبعة الأولى من (دليل الخريجين) الذي يهدِفُ إلى توثيقِ منجزاتِ الكلية، ووضع قاعدة واسعة للتواصل مع خريجيها وفقَ ما تقتضيه معاييرُ الجودة والاعتماد الأكاديمي...
وبحسب ما صرّح به عميد الكلية، أ.د. محمد بن علي الصامل فإنّ الهدف الأكبر لهذا الدليل هو رغبة الكلية في توثيق الصلة بخريجيها، ومدِّ جسور التواصل معهم؛ للإفادة من خبراتهم وتجاربهم، واستشارتهم في كثير مما سَتُقْدم عليه من تطوير لمناهجها، والاستماع إلى مقترحاتهم.
يتأسس الدليل على ثلاثة عناصر أساسية، الأول: تقديم لمحة تاريخية عن نشأة الكلية وأقسامها، وعرض موجز لأبرز مناشطها، وبيان بأسماء عمداء الكلية ووكلائها...، الثاني: سرد أسماء الخريجين والخريجات بداية من الدفعة الأولى عام 1377هـ حتى نهاية عام 1430هـ، الثالث: الاستعانة بالدراسة التحليلية في قراءة مخرجات الكليِّة، واستخدام الرسوم البيانية والبيانات الإحصائية؛ لإبراز النموّ العددي للخريجين والخريجات.
وقد حظي الدليل بدعم كبير من معالي مدير جامعة الإمام أ.د.سليمان بن عبدالله أبا الخيل، توّجه – مؤخّراً – بتدشينه في حفل رسمي حضره عدد من وكلاء الجامعة ومسؤوليها، أشار فيه أبا الخيل إلى أنّ الدليلَ يعدّ « تدويناً لتاريخ مسيرة أولئك الخريجين الذين خدموا الجامعة، وأنه يتأسس على فكرة غير مسبوقة في تاريخ كليات الجامعة، وربما في تاريخ الجامعات السعودية الأخرى، وهو ثمرة عمل دؤوب وجهد متصل، بذلته الكلية والقائمون عليها خلال نصف قرن «.
يشير المدخلُ التاريخيُّ في هذا الدليل إلى عام 1374هـ/1954م بوصفه العامَ الذي أُنْشِئَت فيه كليةُ اللغة العربية بالرياض، مسجّلة بهذا ريادتها على جميع الكليات السعودية المعنية باللغة العربية وآدابها، كما يشير المدخل نفسه إلى أن كلية اللغة العربية ظلت منفردة بهذه الريادة، وخرّجت ثلاث دفعات متخصّصة في اللغة العربية قبل أن يشاركها قسم اللغة العربية العربية في جامعة الملك سعود الهمّ نفسه..
وفيي قائمة العمداء الذين تعاقبوا على الكلية، تبرز أسماء مهمّة في الساحة الثقافية المحلية، من أهمّها: عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، وحمد الجاسر، وعبدالله بن خميس – رحمهم الله -
وأما قراءة قوائم الخريجين فقد تضمنت الكثير من النتائج المهمة، منها:
- أنّ خريجي الكلية دعموا المكتبة العربية بعدد من المؤلفات الجادة، في اللغة العربية وآدابها، وقد تجاوزت الرسائل العلمية المجازة من الكلية حتى عام 1430هـ 718 رسالة في الماجستير والدكتوراه.
- أن الطالبة كانت شريكة للطالب في تحقيق هذه القيمة العلمية، ولها – في هذا السياق – أكثر من 113 رسالة علمية.
- تنوّع المجالات التي خدم فيها خريجو الكلية، فهناك الجانب الإبداعي، يبرز فيه – على سبيل التمثيل – عبدالله بن إدريس، ود.عبدالرحمن العشماوي، ود.محمد العيد الخطراوي، ود.محمد الدبل، ود.عبدالله الرشيد، ود.عبدالله الوشمي، وآخرون..، وهناك الجانب الإعلامي بسياقاته المتعددة، يبرز فيه: د.عائض الردادي، ود.عبدالرحمن الشبيلي، وجبير المليحان، وقينان الغامدي، ود.محمد العوين...، وهناك مجال العمل الثقافي، وتكفي الإشارة فيه إلى أنّ أربعة من مؤسسي مجالس الأندية الأدبية في المملكة كانوا من خريجي هذه الكلية، وهم: عبدالله بن إدريس، وحجاب الحازمي، ود.حسن الهويمل، ود.محمد الخطراوي..، هذا بالإضافة إلى أن خريجي هذه الكلية هم من وضع اللبنة الأولى لتعليم المكفوفين في المملكة، ومن الطريف أن بدايتهم كانت من مقرّ الكلية نفسها، وفي هذا السياق يبرز اسم أ.د.محمد بن سعد حسين، وأ.د.محمد المفدى. وتشير قوائم الخريجين أيضاً إلى أنّ جزءا من الخريجين تولوا مناصب إدارية عليا، منهم: د.محمد بن أحمد الرشيد الذي تولى وزارة التربية والتعليم، ود.علي النملة الذي تولى وزارة العمل ود.محمد السالم الذي تولى إدارة جامعة الإمام، وفي السياق نفسه تبرز أسماء إدارية مهمة كعلي الخضيري، وعبدالعزيز الثنيان، وإبراهيم أبو عباة.
ويعدّ المجال الأكاديمي من أكثر المجالات التي نشط فيها خريجو هذه الكلية، ومن أبرز الأسماء التي تُنمى إلى هذا المجال أ.د. عبدالله بن محمد الغذّامي (أستاذ النقد والنظرية في كلية الآداب بجامعة الملك سعود، والناقد والمفكر المعروف)، وأ.د. عبدالعزيز بن ناصر المانع (الحاصل على جائزة الملك فيصل في تحقيق التراث)، وأ.د. محمد بن عبدالرحمن الهدلق (أستاذ الدراسات العليا في كلية الآداب بجامعة الملك سعود)، وأ.د. عبدالرحمن بن إسماعيل السماعيل (رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب بجامعة الملك سعود، والملحق الثقافي السعودي في دولة قطر)، هذا بالإضافة إلى أساتذة الكلية نفسها...
تضمّن الدليل في - الجزء الأخير - صوراً مهمة ونادرة لعدد من خريجي الكلية، نعرض بعضها على جنبات هذا الخبر.