Culture Magazine Thursday  17/03/2011 G Issue 335
فضاءات
الخميس 12 ,ربيع الآخر 1432   العدد  335
 
الرواية النسائية «كائن مستلب» (3)
سالمة الموشي

الكتابة هي فعل تحرر وعليه فإن من ينتج النص عليه أن ينتج المتغير وأن ينتج العلاقة الجدلية مع الحقيقة، ووعي رؤية العبور إلى الوعي.

في الرواية النسائية هناك دائماً موقف متأثر، لكن ليس لديه أدنى احتمالات لأخذ النص ليكون ملاذاً واعياً. وبتفرد تعطلت الذات الإبداعية مقابل الذات الكاتبة، وعلقت في الكائن الاجتماعي المنتج للكلام، ولم نعدم طيلة السنوات الماضية من استمرارية تلك النصوص المنتمية إلى روح شهر زاد التي تختزل الكتابة في دائرة مغلقة والبقاء عند منطقة الكتابة الشعورية والذي لن يكون مؤثر في جوهر الكتابة الروائية وبالتالي لن يمس حقيقة التجربة التي تكتبها المرأة.

الأصح أن نواجه الموجة الروائية إن بقيت في هذه المنطقة الشعورية ونعرفها بأنها رواية « تعنى بالشؤون النسائية ليس أكثر. بل تأتي مجمل المضامين والدلالات التي أنتجتها الرواية النسائية ضمن واقع ثقافة الارتجال والنزعة الفردية ورد الفعل والبحث عن الحكاية بدل البحث عن المعنى.

هناك استمرارية غير مبررة في تسطيح القضايا المصيرية في التوجه الروائي وإفراغها من محتواها وبهذا تكون الكتابة على هذا النحو قد انتقلت من سلطة المكان القاهر إلى سلطة الوعي الصامت على الورق لإنتاج نصوص كلاسيكية تعيش أزمة انغلاقها مجدداً.

من الضروري طرح إشكالية كون الكتابة النسائية في مرحلة ما وربما في المرحلة الحالية إنما هي مجرد هواية أو نشاط محصور في تجمعات نسائية صغيرة بحيث أنها لا تتحرك بدافع ما، أو لهدف ما الكاتبة الروائية السعودية اليوم أصبحت شخصية روائية مهمة جدا تفرض علينا تقصي حالاتها وتحولاتها داخل الصيرورة الإبداعية، سواء تلك التي تنتجها المرأة ككائن حي وفاعل في المجتمع أو كمنتج للخطاب.

عندما لا تملك الكتابة النسائية في السرد أداة تحرر أو وعي بإمكاناتها فإن قضايا الكتابة لديها تظل إسقاطاً خارجياً وليس استجابة لضرورة داخلية - فكرية. إنه من النادر ما نقرأ رواية نسائية تتمتع بالخلفية الفلسفية أو الاقتصادية - السياسية، وكأن أدب المرأة لا يجب أن يعبر عن نصوصا نسائية أدبية تحمل فكرا فذا وتقدمياً.

هذه السياقات السردية، والحركية..، لا تفاجأ بقدر ما تترك السؤال متاحاً، ومشرعاً لحقيقة ما، وهي أننا أمام نصوص عبرت عن قلق وجودها إنما بخطاب ادعى الجزالة الفكرية، فيما ظل حبيس نص نمطي مغلق..!! وإذ ندينه هنا فأننا نطلب نجاحه وليس إسقاطه.

وليسقط الصنم الذي نصبنه طويلاً ينبغي ألا نؤجل سقوطه، وأن نعترف به ثم نقوضه. إذ من خلال حراك على هذا النحو، لا نستطيع أن نؤرخ بشكل أو بآخر لمرحلة كتابة إبداعية نسوية - فكرية، باستثناء أن ما يميزها هو سياق الحريم الثقافي، تماماً كما لا نستطيع أن نجزم أن ثورة النشر الذي نشهده له علاقة بثورة فكرية من أي نوع..!

الحاجة إلى الحضور في نسق الفكر والثقافة أصبح ضرورة، وليس ترفا، وتكمن كارثة عدم تحقق هذا الدور أننا لم نحظ بأفراد - إناث - كاتبات يقمن بالدور الذي يوقظ هذا الكائن المستلب النائم في صمت التاريخ الطويل. وإنه حان وقت قرأت روايات النساء « كأدب وليس كسجلات اجتماعية فالتاريخ حتما لا يقبل بالطارئ.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة