يتكرر في الصحف المصرية والمجلات خبر عن قيام الملحن المصري محمد رحيم برفع دعوى قضائية ضد المؤلف السعودي عبد خال مؤلف رواية (ترمي بشرر) لأنه أساء لسمعته فيها، وحيث إنها مؤهلة للترجمة إلى عدة لغات بعد حصولها على جائزة البوكر؛ يعني أن الإساءة ستكون أمام العالم كله. وقد تقدم رحيم بشكوى للنائب العام عن طريق المستشار مرتضى منصور يطلب محاسبة المؤلف ومنع تداول هذه الرواية في الأسواق أو ترجمتها. وفي هذا الخبر أمور وعجائب؛ أولها أنه يحمل براءة خال وعلى لسان رحيم نفسه ، «قال رحيم.... إن هذه الادعادءات كاذبة ومن وحي خيال المؤلف.... ولهذا فإن هذه رواية خيالية لا تعتمد على الواقع وإنما هي من نسج خيال هذا المؤلف.... حيث لم يذكر واقعة واحدة حقيقية يستند إليها....». وثانيها كيف ستكون المحاكمة هل سيقرأ القاضي وعلى منصة القضاء الرواية وكأنه في مكتبة عامة، ويقول لأهله ومستشاريه قبل المجيء إلى المحكمة سأذهب لأقرأ رواية أو ديوانا أو كتابا ما، وسيقضي القضاة الجلسات القضائية في قراءة الكتب، وتكون المحاكم المصرية أشهر من مكتبة الإسكندرية في عدد الكتب المقروءة. والأغرب من كل ذلك إذا طلب القاضي الشاهدة في القضية الآنسة (ليالي) فكيف ستأتي؛ ستنط من ورق الرواية، وتكون المحاكمة كقصة خيالية تنافس رواية ترمي بشرر، وربما تفوز بالبوكر في دورتها الجديدة. وأخيرا يقول الموسيقار المصري محمد رحيم «هذا المؤلف الذي لا يعرفه أحد»، ولو كان لديه حدّ من الإنصاف لاقتسم مع عبده خال الشهرة، فجعل معرفته لأهل مصر، ومعرفة عبده خال لأهل السعودية، ومع إنصاف هذا القول - لو قاله رحيم- لا ينطبق علي فأنا سعودية مقيمة في مصر أعرف عبده خال ولا أعرف محمد رحيم، وأنا متابعة جيدة لوسائل الإعلام المصري المختلفة؛ إمّا لأنه توقف -مع مجيئي إلى مصر- عن العمل، أو لايزال يعمل ووسائل الإعلام تتجاهله، أو أن حبي الشديد للموسيقار المصري (سيد درويش) غطّى عينيّ، فلا موسيقارًا أرى إلا إياه، ولا أغانيَ تتردد وتدور في رأسي إلا له!!!!!! طِلعتْ يا مَحلَى نورها شمس الشموسة ياله بنا نِملا ونِحلب لبن الجاموسة.
مصر