أحد الإخوة من الفنانين التشكيليين اتصل عليّ يتساءل متذمراً عن أنه شخصياً منذ كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تنظم المشاركات الخارجية، وحتى انتقلت إلى وزارة الثقافة والإعلام وخلال فترتين الأولى كان ينسق لها الفنان عبدالعزيز عاشور والثانية ينسق لها الفنان عبدالله نواوي لم يتواصل بمشاركة واحدة، وأنه لا يعرف ما هذا الحظ الذي يجعل من آخرين وأخريات درسوا على يديه ولا يزالوا يتلقون توجيهاته ونصحه يتلقون دعوات بالمشاركة والحضور أيضاً، مقابل أنه لم يتواصل بشيء من ذلك وقد تجاوز وجوده في الساحة العشرين عاماً. ويبدو أن هذا الأمر أقلق أخانا كثيراً، فهو بالمقابل نشط ومتحرك وله جهده الخاص في الداخل والخارج، لكن الإشكال في أنه لم يتواصل بشيء من ذلك من جهة رسمية تقوم على المناشط الثقافية السعودية في الخارج، وتمثل المملكة فيها بالأعمال والأسماء والتواجد.
والواقع أنا هنا لا أنقل رسالة هذا الزميل بقدر ملاحظتي أن المشاركات الخارجية ومنذ أعوام ضعيفة وهذا الضعف مرده إلى أمرين:
الأول هو توجه وكالة وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الدولية الخارجية إلى أسماء بعينها لتختار المشاركات وفق أهوائها الشخصية وفي الواقع هذا ما يقوم به الأخ عبدالله نواوي، فنحن نفاجأ غالباً بأسماء مبتدئة في مناسبات خارجية وإذا كان الأمر هكذا فإن ثانياً أين مبدأ التشجيع الذي سنته لنا بعض الجهات سواء على مستوى الداخل أو الخارج؟ فالمعارض المبكرة كانت تمنح الفرص فيها للكل بسبب التشجيع لكن هذا الجمع الغفير من ممارسي الرسم والنسيج والطباعة المبتدئة والفنون التطبيقية عامة خف إلى حد كبير وملاحظ في المعارض التي تنظمها وكالة الوزارة للشئون الثقافية خصوصاً المعارض الداخلية، والواقع أن الرأي الفردي ليس حلاً للمشاركة، حتى لو كانت مستعجلة وفي قطر، حيث المشاركة الأخيرة للوزارة لا أعرف وربما غيري من يشارك، لأن وسائل الإعلام لم تنقل سوى خبر المشاركة وأن حسب ظني ستكون هناك أسماء معروفة، لكن الضعيف سيؤثر وبقوة على القوي.
أستعيد أيضاً اسم الفنان عبدالعزيز عاشور عندما كان مستشاراً للوكالة في المشاركات الخارجية أراه حينها يأخذ بآراء بعض الفنانين خصوصاً المقربين منه وكنت أحدهم والحقيقة كنت أشير إلى أسماء بعينها من فناني المنطقة الشرقية خصوصاً والمملكة عموماً وكان عدد منهم خاصة في الرياض يضعون مبررات وأعذاراً لعدم مشاركتهم. أما في الشرقية فإن ذلك الشخص الذي بدأت به رسالتي واحد ممن أتيحت لهم فرصة المشاركة وأعتقد أنه لم يشارك لأسباب لا أعلمها.
أعتقد أن أمر المشاركات الخارجية يجب أن يكون واضحاً وأن يكون بانتقائية تضع من يستحق في الأولوية ولا مانع من التشجيع إذا كان لا يعيق تقديم الصورة الأفضل من النتاج التشكيلي السعودي سواء كان المشارك فنانة أو فناناً، وأرى أن التوجه إلى الفنانات من قبيل التشجيع لا يخدم المناسبة وأتذكر في أحد المعارض المقامة في مجمع الصيرفي بجدة قبل أقل من عام لمجموعة من الهاويات تم الاختيار من المعرض لمشاركة خارجية في حينها وكنت شاهدت ذلك المعرض ومستوياته التي لا يمكن أن تمثل المملكة خارجياً حتى لو قلنا أو أكدنا على التشجيع.
أنا هنا أتوجه إلى سعادة الدكتور أبو بكر باقادر وكيل الوزارة للعلاقات الدولية وهو المسئول عن هذه المشاركات وتحت إشرافه أن يوجه بما يقدم الفن التشكيلي السعودي في الخارج بالصورة الأجمل وأن يتخذ ما يراه بألا يتحكم في مثل هذه المشاركات أشخاص بعينهم بقدر ما تكون لجنة من فنانين ومن مناطق مختلفة، بمعنى ألا تكون فقط من جدة كما هو من يقوم على المشاركات واختيارها، وأن تكون الدعوات عادلة ومنصفة وأن تتوجه لما هو أفضل ومن يعتذر لأي سبب لا يحرم من المشاركة في فرص لاحقة، ومن هنا تكون المشاركات مرضية وبالمثل الفنانين والفنانات.
aalsoliman@hotmail.com
الدمام