الغبار على الماء
غادرةٌ هذه الشهب الزبدية في الكأس
هذا الصباح الذي لم يزل في ارتداد
وتلك الغصون التي انهمرت في الرياح
وما عثر القلب،
ما بارحته المواعيد..
والأرض تلك البغيّ الجميلة
تزداد وهجاً على البُعد تزداد..
تنصبّ بين يديها الينابيع
تهجرها
ثم تبقى تلوّح
يا زمن العوسج المتبرج:
«لم ينضج الموت فينا»
ولكننا سوف ننضجه بالحياة.
هل تهجيت وجهي الذي يسكن الموج
يا زرقةً طفلةً تجهل النطق؟
إنا أتيناك بالنخل
بالشجر المتوهج في القلب
هيا اجتني هذه السحب
أو فاضربي نخلةً ، نخلةً.. بالحجارة
ذلٌ صقيلٌ هو العشق
لكننا قد عشقنا
وما عرف الساهرون الجراح التي يصنع البحر
قِف بي مليّاً أبا الطيب
واقرأ عليّ الجراح التي قد تركت بها مصر
كان الجوادُ هو الليل
غادر دون صهيل
وأغمدت جُرحك بالشعر
لكن ما عندنا كيف يغمد؟
ما عندنا زرقةٌ طفلةٌ تجهل النطق
إني أقبِّل عينيك
لو جئت تمنحني بعض لؤلؤك الرطب
هذا الخليج المبرح غادر منه المحار.
إناءً خذيني لصوتك
ثم اكسريه على البحر
فيروز: قد أقفل الموج أفراحه ثم هاجر
أفردني ثم هاجر
لكن صوتك أجنحة للذين يفيضون من كل فج
من الرمل والماء والنخل
من كل مشتجرٍٍ للكآبات
من كل ما سوف أذكره حينما أتغزل
آه .. متى أتغزل؟
شعر: محمد العلي
الدمام 1970