الثقافية - سعيد الدحية الزهراني
كشف وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالله الجاسر عن إمكانية تضمين البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2011م محاضرات تتناول واقع التيارات الفكرية والاتجاهات الثقافية في المشهد السعودي وقال: المبدأ ليس مستبعداً بل وارداً بدرجة كبيرة ولا نزال ندرس محاور البرنامج ولم ننته من تصميمه بعد لكن من الممكن أن يتضمن البرنامج الثقافي شيئاً من هذا.. أما ما ننبذه ولا نقبله على الإطلاق فهو ثقافة الطائفية والمذهبية والمناطقية والقبلية والتعصبات السالبة.. مؤكداً على أن الثقافة في أي حضارة لن تنمو وتزدهر ما لم يكن هناك اختلاف وتقبل وأن وزارة الثقافة والإعلام ترحب بالرأي والرأي الآخر وتؤمن بأن التعدد والتنوع والاختلاف ثراء وظاهرة صحية إيجابية منطلقين في ذلك من مبدأ أن الثقافة والحكمة ليست حكراً على أحد..
ووصف الوكيل الجاسر البرنامج الثقافي بأنه جيد ومتين ومتماسك إلا أن المسؤولين عنه لا يزالون يبحثون عن وسائط أو عوامل الجذب والتشويق إليه وهذا يعود إلى طبيعة المحاضرة والمحاضر وهذا ما تعمل عليه الوزارة في معرض الكتاب لهذا العام من خلال جانبي المحاضرة بتضمين البرنامج قضايا مهمة والمحاضر باستضافة نجوم -على حد وصفه- في الثقافة محلياً وعربياً..
ونفى الجاسر أن يكون البرنامج الثقافي مجرد نشاط هامشي لمعرض الكتاب مؤكداً أنه نشاط جوهري ومن خلاله يتضح مدى الأثر المتحقق للقراءة وللكتاب وللمعرفة بصورة عامة..
واعترف الجاسر بأنهم في اللجان التنظيمية للمعرض يوفقون أحياناً ويخفقون في أخرى فيأتي البرنامج الثقافي جافاً وجامداً ولا يحضره إلا المتخصصون في نفس المجال..
وبين الدكتور الجاسر ل»الثقافية» أنهم يعملون على أن يخرج البرنامج الثقافي لمعرض الكتاب القادم بصورة مختلفة وجاذبة وذات تأثير وحضور منوع ومتعدد الشرائح والاتجاهات والمستويات.. كما أفصح الوكيل الجاسر عن تخصيص محور كامل عن الثقافة العلمية في المعرض المقبل وكذلك محاضرات عن الفن التشكيلي والنحت في الهند بوصفها ضيف الشرف للمعرض.
يشار إلى أن معرض الرياض الدولي للكتاب حقق إنجازات نوعية مهمة على الصعيدين البيعي ونسب الزوار، تصدر من خلالهما قائمة معارض الكتب عربياً..
كما يعد معرض الرياض الذي انتقل إلى ملاك وزارة الثقافة والإعلام من ملاك وزارة التعليم بعد أن حققت الأخيرة نجاحاً بارزاً للغاية تمثل في تصميم برنامج ثقافي اتسم بالشجاعة والشمول والطرح المباشر، شارك فيه نخبة من ألمع الأسماء الثقافية محلياً وعربياً وشهد حضوراً جماهيرياً واجتماعياً لم يكن متوقعاً ولم يسلم حينها من صدامات واعتراضات ومواجهات بين التيار المحافظ والتيار التنويري الليبرالي.. حيث صُنفت تلك التجربة بأنها الانطلاقة الحقيقية لمعرض الكتاب في السعودية..
وفي الجانب المقابل لم توفق وزارة الثقافة والإعلام في إحداث ذات الأثر بعد انتقال مهام المعرض إليها وتحديداً فيما يتعلق بالبرنامج الثقافي الذي بدا خافتاً وبعيداً عن نبض الشارع الثقافي السعودي.. الأمر الذي أدى إلى ارتفاع وتيرة النقد والمطالبة ببرنامج ثقافي حي ومتفاعل دون أن يخضع أو يداهن تياراً فكرياً معيناً..
الجدير بالذكر أن هناك تفاؤلاً كبيراً يعم الأوساط الثقافية والفكرية في السعودية نتيجة لتلمس مؤشرات تتجه نحو إعادة الوهج لمعرض الكتاب استناداً إلى جملة من الخطوات الإيجابية التحضيرية التي يعمل فريق التنظيم من خلالها.