Culture Magazine Thursday  02/12/2010 G Issue 323
حوار
الخميس 26 ,ذو الحجة 1431   العدد  323
 
فاز بجائزة خادم الحرمين الشريفين في الترجمة
الخولي: الجائزة مكافأة على مشوار ثلاثين عاماً

القاهرة – مكتب الجزيرة – أحمد عزمي

عمل «محمد الخولي» كبير المترجمين بمنظمة الأمم المتحدة ،مذيعا وصحافيا ومستشارا ومحاضرا في عدد من المؤسسات الإذاعية والصحافية ومعاهد التدريب الإعلامي في مشرق العالم العربي ومغربه، وأصدر أكثر من ثمانية عشر كتابا، مابين التأليف والترجمة، ومن مؤلفاته «الإسلام والمسلمون في أمريكا « و»الشرق الأوسط الكبير» ومن ترجماته أيضا «الشرق في الغرب» و»المبدعون» و»الجغرافيا والثورة العلمية»، كما ترجم أيضا كتاب «انهيار العولمة وإعادة اختراع العالم « للمفكر الكندي «جون رالستون سول»، وقد حصل هذا الكتاب على جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية في الترجمة هذا العام.

كيف ترى حصولك على جائزة خادم الحرمين الشريفين في الترجمة هذا العام؟

أعتبر الجائزة مكافأة على مشواري في الترجمة الذي يمتد إلى أكثر من ثلاثين عاما، كخبير في الترجمة الدولية، وكبير المترجمين في الأمم المتحدة ، وقد تسلمت الجائزة في مقر منظمة اليونسكو بباريس، بحضور سمو الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، راعي الجائزة، وحضور إيرينا بيكوفا، مدير منظمة اليونسكو، وكنت أول شخص يتسلم تلك الجائزة، كما تم تكريم الهيئة المصرية العامة للكتاب في ذات الاحتفالية، وأشعر بالفخر لحصولي على هذه الجائزة العالمية، التي تعد اعترافا بجودة إنتاجي، وحسن اختياري لترجماتي.

ما الذي دفعك إلى ترجمة كتاب «انهيار العولمة وإعادة اختراع العالم»؟

هذا الكتاب يمثل تحديا كبيرا لأن المؤلف مفكر كندي وخبير اقتصادي وروائي، حصل على جوائز رفيعة، ولديه رؤية استشرافية، وقد تنبأ بالأزمة الاقتصادية الراهنة ، قبل وقوعها بعامين، كأنه كان يقرأ من كتاب مفتوح، لذلك حذر من تهميش دور الدولة، وتكريس دور القطاع الخاص، ومن ثم مديري البنوك ورؤساء مجالس الإدارات وفئة التكنوقراط، على حساب رؤية السياسيين وصانعي القرار في الدولة، وأشار إلى دور الشركات متعددة الجنسيات المبالغ فيه، بوصفها كيانات جديدة مرشحة لقيادة العالم، على حساب الدول والقوميات، ولأنه كاتب موسوعي فقد ظل يتنقل بالقارئ من عصر النهضة الأوروبية إلى الفلسفة الهندية إلى التراث الصيني والعقيدة الإسلامية ، فضلا على مراحل تطور الفكر الاقتصادي منذ آدم سميث في القرن الثامن عشر إلى الثورة الفرنسية، وصولا إلى مدرسة شيكاغو في الاقتصاد، التي نادت بإلغاء الدولة وإلغاء الضوابط واللوائح والتنظيمات في النشاط الاقتصادي، وهو ما أدى إلى كارثة الأزمة الاقتصادية الحالية.

ويكفي لبيان النظرة الرشيدة للمؤلف في كتابه، وإنصات صانعي القرار لمناشداته، قيام الرئيس الأمريكي أوباما بالتوقيع على قانون إعادة تنظيم الاقتصاد، واعتبرت إدارته أنها حققت إنجازا تاريخيا، بعد انتزاع موافقة مجلس الشيوخ على هذا القانون. كما أن المؤلف انتقد منتدى دافوس الاقتصادي الذي يعتبره مهرجانا يهدف إلى بيع فكرة العولمة، وهي في صميمها فرض وصاية أمريكا والاقتصاد الرأسمالي على العالم، وقد استشهد المؤلف بكلمات الرئيس الماليزي السابق مهاتير محمد، الذي رفض روشتة صندوق النقد الدولي عندما قال أيها السادة دعونا نخطئ كي نتعلم من أخطائنا.

أشار مؤلف كتاب «انهيار العولمة واختراع العالم» إلى تناقص عدد اليهود في العالم فهل توافق على هذه الرؤية؟

في منتصف التسعينيات حذر أحد أعمدة الكيان اليهودي في أمريكا ، ويدعى إليوت أبرامز من أنه سيأتي يوم ربما في الثلث الأول من القرن الحادي والعشرين يفقد فيه اليهود ما يسميه «الكتلة الحرجة» التي تشهد تناقص حجم السكان اليهود المؤثرين في أمريكا نظرا لانخفاض معدلات الخصوبة بين السكان اليهود ، وعدم إقبال الشباب على الز واج، لأسباب اقتصادية وغير اقتصادية، وزواج اليهود من طوائف دينية أخرى، وهذا يشجع على التحول إلى الديانات الأخرى ، بالإضافة إلى عدم التزام قطاعات كثيرة من الشباب اليهودي بتعاليم الديانة المغلقة، وعندئذ سوف تفقد خصوصيتها.

كيف ترى وضع اللغة العربية الآن في الأمم المتحدة؟

اللغة العربية لها مكانة مرموقة ومحترمة منذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1973 ، باعتبارها لغة رسمية شأنها شأن اللغات الأخرى: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية، ولكن هناك لغتان للعمل اليومي، وهما الإنجليزية والفرنسية ، أما باقي اللغات فتتمتع بحق الندية والمساواة ، طبقا للقانون الدولي، وقد تم إثراء اللغة العربية من خلال متابعة أحدث المصطلحات التي تأتي من اللغات الأخرى ، وبحكم عملي أناضل من أجل إيجاد مقابلا لهذه المصطلحات في اللغة العربية.

إلى أي مدى يتحمل المترجم ما كتبه المؤلف؟

المؤلف لا يتحمل مسؤولية عمل ما تمت ترجمته لأنه يكتب نصه ويذهب إلى حال سبيله ، وهنا تبدأ مسؤولية المترجم عما كتب المؤلف ، وإذا كان للمترجم رؤية مغايرة للعمل عليه أن يثبت هذا الاختلاف في الهوامش بتوقيع المترجم ، لكن بشكل عام المترجم يتحمل مسؤولية اختيار العمل دون أن يفرض عليه، هذا يتعلق بالمترجم الحر، لكن المترجم الذي يعمل في الأمم المتحدة أو المؤسسات الصحفية ليس له رأي فيما يقدم إليه لترجمته ، وعليه أن يتوخى أكبر قدر من الأمانة والدقة في الترجمة، وقد عرضت علينا ترجمة رسائل موجهة من مندوب إسرائيل لدى المنظمة الدولية إلى رئيس مجلس الأمن، وكان بركان الغضب يغلي بداخلنا كعرب، نظرا لحجم الأكاذيب والافتراءات التي حملتها الرسائل، لكننا كنا ملزمين بتقديم ترجمة أمينة لهذه الرسائل.

/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة