قبل ثلاثة أعوام تقريباً، وعلى صفحات هذه المجلة؛ كنت أنعي «فن المقالة»، وأترحم على نقده الذي بات مغيباً! وأحاول جاهدة أن أستثير الهمم في مجال النقد المقالي؛ لعل الله يقيض من بين ظهرانينا من يمتطي صهوة «المقالة»، وينطلق بها مُحْكِماً قبضته على لجامها في ساحات البحث والدراسة والنقد؛ لما لهذا الفن من أهمية فكرية وثقافية للمجتمع من جانب، وتعدد مجالات دراسته الخصبة من جانب آخر.
واليوم استبشر الخير بفعالية تحتفي ب «المقالة»؛ فتدخل بذلك مواطن الاهتمام في حراكنا الثقافي النقدي، وتعيد له مكانته المرموقة - التي هُمّشت كثيراً - وتفتح آفاقاً جديدة لقراءته على ضوء المناهج والنظريات النقدية الحديثة؛ إنه (ملتقى فن المقالة السعودية) وهو ملتقى يتبناه كرسي جريدة الجزيرة للدراسات الحديثة بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، الذي يسعى من خلال هذا المشروع إلى أن يتعاطى مع هذا الفن من اتجاهات متعددة، كتقنيات الكتابة والخطاب وآليات النقد. أقول: أستبشر الخير سلفاً بهذا الملتقى بوصفه أول ملتقى مختص بفن المقالة في المملكة - على حد علمي- ويُخصص محاوره كلها في هذا الفن، في ظل تجاهل من قبل الملتقيات الثقافية والنقدية الأخرى.
وأستبشر الخير - كثيراً - لأنه سيفتح المجال بإذن الله للمزيد من الاهتمام والعناية له على الأصعدة كافة، سواء البحثي منها أو المنبري، وسيتيح - من خلال طباعة أوراقه العلمية ونشرها - الكثير من أطروحات البحث والنقاش، وسيسهم في زيادة وعي المتلقي القارئ أو الناقد من خلال تعاطيه مع هذا الفن قراءة وكتابة وبحثاً.
ليس ذلك فحسب، بل إن الفائدة تزداد مع تعدد الأساتذة المشاركين والأستاذات، وتنوع مشاربهم الثقافية، من بين المشتغلين بهذا الفن من نخبة الكتّاب السعوديين والكاتبات، والمثقفين والنقاد أصحاب الاختصاص.
أستبشر خيراً، وأدعو الجميع أن يستبشروا خيراً، وأن يتفاءلوا، ويتفاعلوا مع عرس «المقالة» القادم!.
* * *
كاتبة وأكاديمية عضوة اللجنة التحضيرية والتنفيذية في (ملتقى فن المقالة السعودية)
www. almubaddal. com
الرياض