لم يكن ممكنًا أن تمضي علاقة أربعين عامًا بين الأكاديمي الوزير ورئيس التحرير دون أن تترك أثرًا كبيرًا في نفسي القصيبي والمالك، فخص الأول الثاني واعتنى الثاني بالأول، ثم غادرا المشهد معاً وعادا معاً في ترتيب تاريخي قدري لا شأن لهما به، وظلا في وفاء متبادل طيلة حياة الدكتور غازي، وأصدرت الجزيرة سفرًا ضخماً عن (الاستثناء) رآه القصيبي أهم من جائزة نوبل، وبقي الأستاذ خالد على موقفه الحفي بعدما نفذ أمر الله في الوزير الأثير، وظلت الجزيرة مهمومة بالرحيل، ورئيس التحرير لا يكتفي بذلك بل يضيف كتابًا جديدًا لعله الأول بعد وفاة القصيبي أسماه: (للتاريخ ولغازي القصيبي) ضم فيه محاضرته في تدشين كتاب «الاستثناء» ومقدمته له وفي كتاب المجلة العربية عن القصيبي الشاعر، ومقالات الرثاء التي كتبها على مدى ثلاثة أيام بعد وفاة أبي سهيل، وتوجت بتقديم لصديقهما الكبير الوزير الدكتور عبد العزيز الخويطر الذي قال عن الكتاب: «إنه وفّى غازياً حقه وأرشد إلى مواقع الإبداع في سيره في الحياة، وكان كماسح روض وضع أمامنا فهرساً وافياً لكتاب حياة غازي».
الكتاب نشرته دار بيسان في مئة واثنتي عشرة صفحة من القطع صغير المتوسط.