لم أجد أقرب تشبيهاً من وصفه (بطائر الفينيق) عندما حضر وحاضر في (خميسية الشيخ حمد الجاسر) عن (اختطاف الجاسر).
ذلك هو الكاتب القدير د. عبدالله مناع، إن كليهما الجاسر والمناع شبيهان بهذا الطائر كما أشرت خلال إدارة محاضرة المناع في الخميسية.. لقد واجها الكثير من (الخيبات) والتحديات خلال ممارستهما للصحافة وخلال كتاباتهما فيها، وهي ليست تحديات سهلة، فقد بدأت بالإيقاف، وانتهت بالغياب بين أسوار الجدران!.
عبدالله مناع لا تسأم منه حينما تقرؤه كاتباً أو تستمع إليه متحدثاً!.
مفتاح شخصيته (الصدق) وعندما زار (الرياض) أسهم بإيجاد مزيد من الحراك الثقافي والمنبري، وقد سعدت بالحضور والمشاركة لواحد من نشاطه الثقافي بالرياض، وقد فاتني - لظروف خاصة - مناسبة جلسته في منزل الشيخ جميل الحجيلان، وجلسته الثقافية الثانية في دارة أ. خالد المالك، أما ندوته الثالثة في معرض الكتاب فلم أعلم عنها..!.
المناع بقدر ما يمتلك الشجاعة في التماهي مع أي عمل يسند إليه فإنه يمتلك الشجاعة ذاتها بالخروج منه إذا لم ينسجم مع قناعته.
إن التحدي يحرضه على النجاح تماماً كما أن النجاح لا يغريه بالبقاء.
رأس تحرير (اقرأ) وناضل حتى جعلها مجلة مقروءة ناجحة، ثم خرج منها غير آسف عليها، ثم جاء إلى مجلة (الإعلام والاتصال) ورأس عدداً واحداً منها وعندما لم ينسجم معها أو تنسجم معه غادر غير نادم على ضآلة الأيام التي قضاها فيها، ثم لما اختير عضواً في نادي جدة الأدبي استقال قبل أن يباشر عضويته لقناعاته التي يؤمن بها ورغم كل التحديات والإحباطات، فهو ينقطع عن العطاء والكتابة رغم ما ناله منها وما نالته منه.. بل إلى حضنها الدافئ هو يعود وهو أوفر عشقاً وإبداعاً وتشبثاً.
عبدالله مناع خفيف ظل في حرفه وكلماته - كما وصفه أخي د. عبدالله العكسر - لكنه ثقيل في رأيه، رشيق في حرفه، باق على مبادئه.
حمد بن عبدالله القاضي