مِن أينَ يَبتدِئ النَّشوانُ إنشاده
إذ للمَزاميرِ نجوى غيرُ مُعتَاده
جَاذَبْتِهِ لُغَةً حُبلى تَسَنَّمَها
وغادةٌ تَقصُصُ الرُّؤيا على غَاده
مِن الرُّؤى حين ترويها الحِِسَانُ لنا
جَديلَةٌ خَلفَ ظهر الغيب مَيَّاده
تَسْوَدُّ حتى أقاصيها فيَنقُضُها
تَدَبُّرٌ ومِدادٌ ثائرُ العَاده
لله لَيلُكِ... ما عَانَقتُ قافيةً
إلاَّ وفَتَّقَ للتَّذكارِ آمَاده
نَضَّاحَةً... نَخبُهَا الأدنى إلى شَفَتي
مُعَتَّقٌ يَنهَشُ التَّبريحُ وُرَّاده
أَشُكُّ في ذِمَّةِ الينبوعِ !! كم خَدَعَتْ
مِن ظَامِئٍ أَجَّلَ الإيثارُ أعيَاده
عَجِبتُ مِنكِ وقد هَيَّأتِ لي وَسَناً
بِكراً ونَفسَاً إلى الأحلامِ مُنقَاده
تَستعذبينَ غموضي... إنني رَجُلٌ
طَوَى وراءَ كُرُومِ الوهمِ ميعَاده
اهتَزَّ إذ وَلَدَتهُ الرَّاحُ فانسَكَبَتْ
تشكو إلى الغَسَقِ المختومِ ميلاده
لم يَسْتَفِقْ.. كان في العينين أغنيةٌ
والرُّوحُ تصبو ورِيحُ العشقِ وَلاَّده
لَمْ تَعرفِيه... شَمَمْتِ العطرَ في يَدهِ
ورَاغَ يتلو على الأميَالِ أورَاده
مُسافِرٌ... يحقنُ التَّرتيلَ في سُحُبٍ
بَسَّامَةٍ لِرُبوعٍ غيرِ مُرتَاده