راق لي - ذهنيا - ما كتبته د. شهلا العجيلي عن الصراع القائم بين منظومتين ثقافيتين، يختلف في الانضمام إليهما كثير من المثقفين، ولعل اختيارها للعلاقة الطردية بين الفارس والصياد لتكون مسارا موازيا للصراع الذي أرادته جاء متوافقا مع ما نعيشه - الآن - من هزائم على مستوى النص الأدبي، وعلى مستوى الأطروحات النقدية التي جعلت الفارس يخسر الرهان مبكرا، ليفسح المجال لخيول ليس لها صهيل، ورماح ليس لها أسنة، ولكن - على حد قولها - لا يمكن للصياد أن يصير فارسا لأن حياته مرهونة بالكسب، كما لا يمكن للفارس أن يتحول إلى صياد؛ لأنه ذاق حلاوة العطاء والتعالي.
وعندما قرأت المقال تذكرت نصا شعريا كتبته منذ عشر سنوات بعنوان ( انهزاميات ( أقول في مقطع منه:
ومتوجاً بوشاح جدك
لابساً درع البطولة
متوجهاً للريح
تحمل حلمك الغض المسافر
في الكهولة
ترنو إلى البحر العجوز
يردك البحر العجوز إلى الطفولة
تنسى هنالك ذكرها
تشتافك المدن الشليلة
تستنطق الخيل القديم
فما يبادلك الصهيلا
تمضي وحيداً في المدينة..
ألف عين ترقبك
وتظل تنتظر الثمار
فتختفي كل المواسم
تصطفي المطر القديم
فما يعاودك الهطولا
وتعود ترفض ثوب جدك صاغراً
وتعود ترفضك البطولة.
د. عماد حسيب محمد