أخلص البروفيسور عبد العزيز المانع للبحث العلمي الرصين عقوداً متتالية واتسم بوضوح الرؤية والالتزام بالمنهج العلمي والجمع بين الأصالة والمعاصرة.
والتحقيق هو الحقل الذي برع فيه باحثنا الكبير ويعد أكثر حقول المعرفة النظرية حاجة إلى الصبر والروية والتمكن من أسرار اللغة وبذل الطاقة والجهد لإزاحة الغبار عن النصوص ليظهرها براقة جذابة.
إن تقليب النصوص والتجوال بين الرواة والتنقل بين دور الكتب والوثائق عمل شاق لا يقدم عليه إلا أولو العزم من الباحثين الجادين الذين يوصلون سواد الليالي ببياض الأيام بحثاً وتنقيباً وترجيحاً لهذه الرواية وشرحاً لهذا البيت وتمحيصاً لذلك الخبر.
والبروفسور المانع يتمتع بصفة أخرى إلى جانب حبه للعلم والبحث الجاد هو حب المحيطين به له يؤكد ذلك تلك الفرحة التي غمرت كل من عرفه حين منح جائزة الملك فيصل العالمية (فرع الأدب العربي) لقد تبارى زملاؤه وطلابه إلى التعبير عن فرحتهم بهذا التكريم.
وهذا يؤكد بلا شك استحقاقه لذلك فهو قد منح الجائزة الكبرى ومنح جائزة أكبر هي حب الناس ويا لها من جائزة صعبة المنال فهنيئاً له بالجائزتين.