* بكسر الدال، وكذلك أتبعوا حركة البناء حركة الإعراب في قراءة من قرأ (الحَمْدُ لُلَّهِ) بضم اللام، وكذا أتبعوا حركة البناء حركة الإعراب في نحو: يا زيدَ بنَ عمرٍو، في قول من فتح الدال من زيد).
وكان يمكن الاكتفاء بما ذكره الفراء من التفسير الصوتي الصحيح؛ غير أنَّ النحويين ذهبوا غير مذهب في النظر إلى هذه الكسرة، فذهب الأخفش (معاني القرآن،1: 9-10) إلى أنها حركة بناء كما يبنى المنادى المفرد على الضمّ، قال: (وقال بعض العرب: الحمدِ لِلهِ، فكسره؛ وذلك أنه جعله بمنزلة الأسماء التي ليست بمتمكنة، تُحرَّك أواخرها حركة واحدة لا تزول عنها، حيثُ... فشبهوا الحمد وهو اسم متمكن في هذه اللغة بهذه الأسماء التي ليست بمتمكنة؛ كما قالوا: يا زيدُ).
وأما جمهرة النحويين المتأخرين فيذهبون إلى تقدير الإعراب على الدال(ابن الناظم، شرح الألفية،ص413)؛ لأنهم يرون هذه الحركة (الكسرة) غير مجتلبة بعامل فليست بحركة إعراب(الفاكهي: شرح الفواكه، ص7)، قال أبو حيان (البحر المحيط، 1: 131): (ويكون الإعراب إذ ذاك، على التقديرين، مقدرًا منع من ظهوره شغل الكلمة بحركة الإتباع). وقال السيوطي (الهمع، 1: 69-70): (الخامسة: المتبع، نحو (الحمدِ لِله) بكسر الدال، قيل إنه واسطة. والصحيح أنه معرب تقديرًا، بمعنى أنه قابل للإعراب، وقيل إنه مبني، وبه جزم ابن الصائغ).
الذي نراه أدنى إلى الصواب أن الكسرة ليست للبناء ولا هي واسطة، بل هي علامة الإعراب الظاهرة ولكنها غُيّرت من الضم إلى الكسر للمماثلة أو للتجانس حسب تعبير السمين(الدر المصون، 1: 41). وهذا التغير الصوتي نجده في حركة الضمير تقول (لَهُ) بالضم ولكن تكسر في(بِهِ). وإنّه من التكلف الذي لا حاجة إليه تقدير حركة إعراب بسبب تغير صوتها ليس إلا.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7987» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض