(شهوة الممنوع).. (المسكوت عنه).. الثالوث المحرّم.. تجتمع هذه التصنيفات تحت غطاء ما يسمى (محظور).. وهنا نتحدث عن أوعية ألفناها منذ الصغر في قراءاتنا..

الخليج بصفة عامة.. خضع لهذه الفلترة الدماغية من خلال ترشيد استهلاك (العقل الخليجي) للقراءة بما هو مُباح وبما هو متوفر على أرفف المكتبات المفسوحة في الداخل أو الكتب التي غُربلت قبل دخولها أرض الوطن.. ولأن (الرقابة) - حفظها الله - هي المُنقي والمُخلّص من أي هجوم غادر ربما يطال عقولنا من (كتب وروايات) هدفها (الإنحلال الأخلاقي) كان تواجدها مُباركاً (لفلترة) كل ما يمكن أن تسقط عليه عين كل قارئ.. وكفى بالرقابة وكيلا.

عندما نحضر معارض كتاب خارج أرض الوطن خاصة في تلك الدول التي تطرح (المسكوت عنه) بطريقة (على عينك يا تاجر) نكتشف أننا صيد سهل للناشرين.. فبمجرد أن يرى هيئة الخليجي (الباحث في ركن السياسة أو ركن الدين أو ركن الروايات) حتى يبدأ الاصطياد من قبل الناشرين.. فيأتيك أحدهم (أنا أعرف ماذا تبحث عنه) ثم يأخذك مقيداً بالشعور الشبق للقراءة.. فيُطلعك على نفائس وكنوز الأدب (الممنوع) ويتكفّل لك أيضاً بتمويه الكتاب من خلال تغيير غلاف الكتاب..!!! تُقدّم لنا هذه الوجبة الشرائية من خلال طقوس تستفزك على الشراء.. وكأن ما يحدث هو (تحضير) روح كاتب وليس كتاب..!!

هذا (التابو) الساذج ألفناه منذ زمن ولكننا ورثناه كابراً عن كابر.. (والرقيب (ذلك الذي يخاف على) لقمة عيشه) هو من يتحكم بنا بالرغم من إيماننا جميعاً.. أنه لا يمكن لأي كائن كان الإلمام بكل شيء.. إلا لدى الرقابة.. فالرقابة.. متعها الله بالصحة والعافية.. ملمة بكل شيء وهي (الانسكلوبيديا) التي تعرف كل ما خفي وما ظهر وبإمكانها الحكم على (الكتاب من عنوانه).. وما علينا إلا الاصطفاف على رصيف الانتظار لتتلقف أيدينا ما تجود به الرقابة من فسح.