Culture Magazine Thursday  11/06/2009 G Issue 287
تشكيل
الخميس 18 ,جمادى الثانية 1430   العدد  287
وميض
الشيخ وزمان وعلا
عبدالرحمن السليمان

 

الأسبوع الماضي أُعلنت جوائز مسابقة مهمة حفزت الفنانين وشجعتهم على التحرُّك والاتجاه نحو الرياض حيث (السفير) ومسابقتها في دورة ثالثة، فيها الجوائز المادية المشجعة، وفيها لجنة تحكيم خارجية ليست غالباً أفضل من أن تكون سعودية أو سعودية عربية أجنبية، وفيها توقيت التزم القائمون على المسابقة به، وفيها نتائج بعضها فاجأني.

تناقلت الأنباء فوز الفنانين الأوائل زمان محمد جاسم وعلا حجازي وأحمد الخزمري، وكثر الحديث بداية عن تقسيم الجوائز إلى أن اتضحت الرؤية فيما تأكدت بعد إعلانها رسمياً.

زمان وعلا وأسماء أخرى حصلت على جوائز متقدمة بعضها لها وجودها في الساحة التشكيلية المحلية، وأسماء لم نسمع بها إلا في هذه المسابقة، وهذا نتيجة بدهية عندما يتم اختيار لجان التحكيم بمثل تلك الطريقة. وزمان محمد جاسم الشاب المولود عام 1971 ليس غريباً على الجوائز أو أن الجوائز غريبة عليه؛ فهو من أولئك الذين يعملون بجدية تامة إذا وضع في اعتباره مشاركة مهمة كالسفير، وأعتقد أن عُلا بالمثل؛ فهي اجتهدت بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة، وكانت مشاركاتها لافتة، وأصبح لها خط واضح يتأكد يوما بعد يوم ومشاركة بعد مشاركة.

زمان اسم طموح يتطلع إلى المستقبل بتفاؤل، وأعماله الفنية التي عرفها زوار معارضه أو مشاهدوها غالباً أحبوها، ولعل المشاركة التي قدمها أخيرا في معرض خيري أُقيم في المنطقة الشرقية والتسابق على اقتناء لوحاته دلالة على ذلك، بل إنه استطاع إرغام المنظمين على شروطه الخاصة، وهي شروط لم يكن يبتغي منها إلا حقاً أو أقل من ذلك بكثير.

حقق زمان في مسيرته العديد من الجوائز في مسابقات كالسفير نفسها قبل أعوام وفي ملون السعودية ومعارض أخرى، وهو بأعماله السهلة الممتنعة استطاع التأثير في بعض الشباب المجتهد؛ فهو تنامت تجربته الفنية باطلاعاته المبكرة وتواصله مع الساحة التشكيلية المحلية والخليجية، وكان معرضه أو مشاركته الأخيرة في معرض أُقيم بقاعة المرخية بقطر دلالة على نجاحه الخارجي، وكنت تحدثت مع صاحب المرخية الشيخ عبدالله آل ثاني، فكان يحمل تقديراً لزمان كإنسان وكفنان وكممثل جدير للفن لبلده، كما تحدث معي عن الإعجاب بأعماله وبه كشخصية. ليس هذا كثيراً على شاب يحمل بذرة الفن وينميها فتكبر ويكبر معها كاسم لا شك أنه في مقدمة أبناء جيله، وهو أيضاً في المقدمة بجانب عدد من الفنانين التشكيليين السعوديين.

عُلا حجازي عرفتها أيضاً فنانة جادة حريصة على تطوير نفسها، وهي كما تقول دائماً أعمل للفن بكل طاقتي، والواقع هو ما ألمسه من خلال الخطوات التي تسيرها خلال الأعوام الأخيرة فكان معرضها الباريسي قبل أكثر من عام والدعوات التي تتلقاها من أكثر من جهة خارجية، وأيضا جديتها في البحث عما يضيف إلى تجربتها ويؤكد شخصيتها، والواقع أنها شخصية واضحة من خلال التجارب الفنية التي قدمتها في عروضها الخارجية أو الداخلية؛ فالحرف وقد حل مكان الوجوه يتأكد كقيمة فنية وضعها ضمن تجربة اتجه لها فنانون كبار، وتجاربها السابقة تؤكد هذا التواصل الذي يتداعى ببعضه، بالتالي هناك قيمة فنية لم يُختلف عليها في مثل مسابقة السفير، وكانت جديرة بالجائزة.

الفنان عبدالله الشيخ تقدم للسفير بمشاركة تحمل شخصيته الفنية وقيمته كأحد أصحاب التجارب الفنية المتميزة في المملكة والخليج، ولا نبالغ إذا قلنا عربيا، وما فوجئت به في مسابقة السفير منح جائزة غريبة تتعلق بكبر سنه، أي جائزة أكبر الفنانين المتقدمين أو المشاركين في المسابقة، وهذا يعني أننا أمام ظاهرة جديدة تمنح كبار السن جوائز خاصة لا لفنهم وإنما لأعمارهم! والشيخ لم يزل قادرا على الإبداع والإنتاج المتميز، ولأنه لا دخل للعمر بالمستوى فكان أحق أن يُكرّم بدلا من ذلك، وأن يُمنح درعا تذكارية تكون قيمته المعنوية أعلى وأكبر من جائزة ترتبط بالسن، (أطال الله عمر فناننا الكبير عبدالله الشيخ).

aalsoliman@hotmail.com الدمام

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة