Culture Magazine Thursday  11/06/2009 G Issue 287
فضاءات
الخميس 18 ,جمادى الثانية 1430   العدد  287
كلمات
هل فعلاً أشرقت على الغرب؟!
محمد بن أحمد الشدي

 

لفت نظري إحدى الكاتبات التي اشارت إلى فضل العرب والمسلمين على الغرب في مجال العلوم كافة فتذكرت هذا الكتاب الذي سأتحدث عنه ومؤلفته ولكن قبل الدخول إلى الموضوع يحق لنا أن نسأل هل جبلت أمتنا العربية على الجحود والنكران والنسيان تذكرت هذا كله وأكثر بعد فراغي من قراءة هذا الكتاب الشهير الرائع للمستشرقة الألمانية زيغريد هونكة وهو أطروحة نالت بها درجة الدكتوراة من جامعة برلين.

وقد صدرت الطبعة الأولى منه عام 1964م وطبع بعد ذلك مرات عديدة والطبعة التي بين يدي هي الثامنة وقد صدرت عام 1993م في بيروت عن داري نشر مشهورتين هما دار الجيل ودار الآفاق الجديد ويقع الكتاب في 588 صفحة من القطع فوق المتوسط.

وقد لاقى هذا الكتاب وما زال يلاقي اهتماماً شديداً من النقاد والباحثين العالميين فمنهم من أنصفها ودافع عنها وهذا ما جعل كتابها يتصدر قائمة الكاتبة واسعة الانتشار.

والحقيقة أن الدكتورة زيغريد هونكة أحبت العرب وصرفت جل وقتها للدفاع عن قضاياهم والوقوف إلى جانبهم مع زوجها الدكتور شولتز المستشرق الألماني الكبير الذي اشتهر بصداقته للعرب أيضاً، وقد قامت زيغريد بعدد من الزيارات للبلدان العربية دارسة وفاحصة. وقد كان كل ذلك سبباً في نقمة الصهاينة عليها ونقمة بعض الأوروبيين المعادين للعرب لأنها ركزت في كتب أخرى على فضل العرب والمسلمين على الحضارة الغربية.

إن هذا الكتاب (شمس العرب تسطع على الغرب) يستحق الاهتمام والقراءة خاصة من قبل الدارسين والمثقفين العرب وقالت عن المسلمين والعرب كلمة منصفة ربما لم يقل مثلها عدد من المؤلفين العرب أنفسهم الذين كتبوا عن هذه النواحي الفكرية والعلمية.

وعلى الرغم من أن الكتاب يتضمن عدة فصول عن التاريخ والطب والعبقرية عند العرب ويضع مقارنات بين العرب والفرس والغربيين إلا أن القارئ الغربي الذي قد لا يهتم بالقراءة كثيراً سيجد فيه الكثير من المعلومات والمتعة والمعرفة إنه ليس من السهل علي الإشارة إلى كل ما جاء في هذا الكتاب القيم ولكني أدعو إلى قراءة هذا الكتاب من قبل كل من يعتز بتاريخ العرب قديماً وحديثاً فقد كان لأمتنا العربية تاريخ وحضارة اعترف بها المستشرقون الغربيون بينما نحن نهمل كل ذلك مع الأسف!.

بكل جحود غير مبرر في حق أنفسنا وأمتنا وكذلك فقد أهملنا كل من حاول مساعدتنا والوقوف إلى جانبنا في قضايانا العادلة ومنجزاتنا العلمية الواضحة للعيان والتي استفادت منها البشرية على مر العصور وشاهد اهمالنا هو عدم اهتمام الدول العربية بمثل هذه المؤلفة الغربية التي أدعو إلى قراءة كتابها مرة أخرى منا جميعاً فقد كتبت ما لم يكتبه أبناء العرب والمسلمين وسجلت اسم العرب في التاريخ كعلماء وقادة فكر وتعرضت في سبيل ذلك إلى الكثير من الضيم والإهمال. إن على القسم العلمي في جامعاتنا العربية أن يوجه دعوة لهذه المرأة المنصفة إن كانت لا تزال على قيد الحياة. أو دعوة أحد أبنائها آمل تحقيق ذلك حتى نرد لها بعض المعروف الذي اسدته للعرب والمسلمين بإصدار كتابها المنصف في حق هذه الامة التي يحق لها أن تفخر بمنجزات علمائها الذين يستحقون منا كل اهتمام وتقدير.

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة