Culture Magazine Thursday  11/06/2009 G Issue 287
فضاءات
الخميس 18 ,جمادى الثانية 1430   العدد  287
عفواً إنها الحقيقة
تبوك.. المدينة والإنسان
قماشة العليان

 

تقول د. عائشة الحكمي رئيسة اللجنة النسائية بأدبي تبوك وابتسامتها الرائعة تملأ وجهها وتفيض به نوراً وسروراً: بالهدوء فقط وتجنب المصادمات تحصل المرأة على حقوقها من النادي الأدبي..

وكأنها تصف لنا كيف ننتزع شعره من جلد الأسد دون أن يهاجمنا بأنيابه ويفترسنا.. رغم أنني لست من قوم (تؤخذ الدنيا غلاباً) ورغم اختلافي مع الدكتورة عائشة في بعض رأيها إلا أننا اتفقنا على أشياء كثيرة لا تقال ولا تكتب إنما تتدفق كشلال من المشاعر الفياضة تجاه تبوك وأهل تبوك والنادي الأدبي بتبوك بمبناه وأعضائه وجمهوره..

كانت أمسية رائعة التي جمعتني بزملائي محمود تراوري وليلى الأحيدب تحفنا تبوك بنسماتها الحانية وطيبة أهلها وقلوبهم المفتوحة لكل ضيف وغريب..

كان كل شيء يشي بالتنظيم الفائق والتنسيق بدءا من احتفاء رئيس النادي أ. مسعد العطوي بضيوفه وإعداد برنامج متقن للزيارة وحتى اللقطات الذكية واللمسات الاحترافية من رئيسة اللجنة النسائية د. عائشة الحكمي إلى تنظيم عضوات اللجنة وحدبهن ونشاطهن الملحوظ..

كما تختلف المدن ويتناقض البشر فالأندية الأدبية لا تتشابه.. لاحظت ذلك في نادي تبوك الأدبي كما لحظته في النادي الأدبي بالأحساء من قبل وربما يوجد في أندية أخرى من مملكتنا الحبيبة (وبضدها تتميز الأشياء) !!..

هل هو اختلاف مدن أم أشخاص أم (زامر الحي لا يطرب !) ..

تنقلنا في تبوك ما بين أصبوحة قصصية في ربوع جامعه تبوك التقينا فيها طالبات الجامعة وسعدنا بمداخلاتهن الجميلة وتفاعلهن الراقي مما ينم عن وعي وذكاء.. إلى أمسية في النادي الأدبي التقينا فيها بجمهور مختلف من المثقفين والمهتمين على اختلاف أجناسهم..

تبوك لا تشبه أي مدينة أخرى.. لها ذائقة خاصة وتميز لا تملك إلا الاعتراف به من أميرها فهد بن سلطان، إلى متحفها المميز الذي يملكه ويديره أبو فواز الزهراني، إلى ناديها الأدبي بإدارة د. سعد العطوي ود.عائشة الحكمي من الجانبين الرجالي والنسائي بتناغم تام وتفاهم رائع.. إلى ناسها الطيبين بابتسامتهم واحتفائهم الفطري، إلى أجوائها الربيعية الخلابة.. وحتى أدبائها ومثقفيها.. ولا أزال استعيد ذكرى زيارتنا لبعض معالم مدينة تبوك برفقة إحدى عضوات النادي سارة البلوي وحروفها تترجم مشاعرها في محبة بلدتها الشمالية (الصغيرة بمساحتها)... (الكبيرة بأهلها)...

تبوك كتب عنها الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد روايته (البلدة الأخرى) واستدعيتها في روايتي (أنثى العنكبوت) وأنا لا اعرفها.. حتى عرفتها فأحببتها.. إنني لا أحدثكم عن المدينة الفاضلة (التي لا يقطنها بشر).. بل إنها ببساطة تبوك المدينة والإنسان.

الخبر

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة