اتصلت على أستاذي الدكتور عبدالعزيز المانع أبارك له جائزة الملك فيصل للأدب العربي، لكنه لم يرد على اتصالي، وخيراً فعل، إذ استحالت التهنئة من نثر إلى شعر أهديه إلى فارس الشعر القديم.
هنيئا لكَ الشعرُ الذي أنتَ صاحبُهْ
توالتْ علينا من نداكَ نجائبُهْ
عزمتَ على الدنيا وجُزتَ على المدى
ورُمتَ الذي يبقى فعزَّكَ جانبُهْ
كأن الأماني طاوعتكَ فأصبحتْ
رهينةَ عشقٍ في يديكَ ملاعبُهْ
أَأُستاذُ ما الأحلامُ إلا قصيدةٌ
يُدندنُها في سامق المجدِ كاسبُهْ
أَتذكرُ يومَ الناسُ أشباهُ ضَرَّةٍ
يقومُ بهمٍ ظنٌّ تجلَّتْ كذائِبُهْ
توالوْا على بِيضِ الجرائدِ جَهرةً
يُسوِّدُها من أجملِ الفحمِ جالبُهْ
تنادوْا وأصغوْا ثم عادوا وبدَّلوا
وكادوا وهادوا ثم استقرَّتْ عجائِبُهْ
وأنتَ كما تَهوى ويهوى لك الهوى
تساميتَ حتى عكَّر الماءَ شاربُهْ
أَدكتورُ ما الأيامُ؟ ما حالها بنا؟
وماذا على المسكين ألَّا تصاحبُهْ
تمرُّ بنا مرَّ السحابِ إذا ارتضتْ
وإلا فَكَالجاثومِ أَقْعتْ جوانبُهْ
تمورُ على مكرٍ وتُغضي على قذىً
وتبسِمُ كالمشنوقِ طالتْ نوائبُهْ
ونعشقها حتى نغالي بعشقها
وتعشقُنا حتى يدي العشقَ صاحبُهْ
وأنتَ بها البحَّارُ أرخى شراعَهُ
كما رقصت فوق البِحار مراكبُهْ
أمانعُ قد نِلتَ الذي أنت أهلُهُ
فيا لك موهوبٌ تعاظمَ واهبُهْ
تماهيْتَ علما واستطلْتَ مُعلِّما
فمثلُكَ شمسٌ ما تغيبُ كواكبُهْ
زهِدتَ بألقابٍ وغيرُكَ حازها
لتُحْيِيهِ، هلَّا بلَّل الدمعَ ساكبُه
ألا أيُّها المجنونُ بالعلمِ مرحبا
وأهلا وسهلا أعقلُ الناسِ طالبُهْ
هنيئا لنا التكريمُ سِدرةَ منتهىً
تجلَّى به في موطن الفخر صاحبُه
د. ماجد الحمد