الثقافية - تركي الماضي:
اختتمت دورة فن كتابة الرواية التي نظمها النادي الأدبي ومركز الوسيط، بمشاركة أكثر من خمسة عشر متدربا ومتدربة، حيث امتدت أربعة أيام على فترتين يومياً، تناول الحديث خلالهما كل من الناقد د. معجب الزهراني والروائي يوسف المحيميد، ثم اختتم اليوم الأخير من الدورة بورشة عمل تناول رواية (الحوالة) للروائي السنغالي صنبين عثمان، حيث أشار المدربان إلى أن اختيار (الحوالة) جاء بسبب قصرها، ولأنها عمل روائي متماسك، يشرّح مجتمع السنغال بعد الاستقلال، وما حدث فيه من انحلال أخلاقي وفساد إداري اجتماعي، فضلا عن أن مترجم هذه الرواية هو الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، ومحرر هذه السلسلة، سلسلة ذاكرة الشعوب، هو الروائي اللبناني إلياس خوري.
تناول تشريح الرواية، اللغة المكتوبة بها، والشخصية المحورية إبراهيم دينج، وبقية الشخوص المصاحبة، كما تم التركيز على جماليات التقطيع السينمائي في هذه الرواية، حيث الروائي هو مخرج سينمائي سنغالي أيضاً، يتقشف نصه كثيراً، ويبتعد عن جماليات اللغة والوصف، ويركز على المشهد البصري المتميز.
ومن أبرز أنشطة الدورة، هو ما قام به الروائي المحيميد في اليوم الثالث، من تقديم عرض بوربوينت، تناول مخطط تمهيدي لرواية جديدة كتبه خصيصا لأجل الدورة، وترك فيه خللا دراميا مقصودا، بحيث طالب المتدربين والمتدربات، باختيار الفصل الأكثر تشويقاً، كمدخل للرواية، ثم متسائلا عن الخلل في بنية الحكاية، ومختبرا ذائقة المتدربين باختيار عنوان لهذه الرواية، ليرشح لهم أخيراً أجمل ثلاثة عناوين لهذا النص الجديد.
تناول د. الزهراني خلال الدورة محتوى اللغة الأدبية، من سرد ووصف وحوار، كما حلل النص معرفياً، عبر طرفيه: الراوي أو السارد، والشخصيات، إضافة إلى الحدث ذاته، والزمان والمكان، إضافة إلى تاريخ الرواية السعودية، بينما ركّز المحيميد على نشأة الرواية العالمية، والخلاف حول رواية (دون كيخوت) لسرفانتيس، وغيرها من الروايات المبكرة في العالم، كما أشار إلى أهمية معرفة مصدر بذرة أي رواية، وكيفية جعل الذهن متيقظاً، بهدف اصطياد أي فكرة عابرة، ومن ثم تطويرها كي تكتمل، مشيرا إلى نوعين من الأفكار، العادية المكررة، وكيف تتحول إلى أفكار خلاقة وإبداعية، والأفكار غير العادية، متناولا نماذج من بيير بيجي وحنيف قريشي من جهة، وخوسيه ساراماغو من جهة أخرى. ثم تناول بداية الرواية ومدخلها، مستعرضاً مداخل أهم الأعمال الروائية في العالم، وكيفية توزيع الفصول الروائية فيها، وتشظية الزمن ثم إعادة تركيبه من جديد، إضافة إلى اختيار العنوان، واختيار الناشر وكيفية التعامل معه، إذ قام بعرض سريع لتجاربه مع الناشرين العرب والأجانب. وفي ختام اليوم الرابع، أكد المشاركان في تقديم الدورة، الزهراني والمحيميد، بأن الدورة متواصلة لمدة أسبوعين آخرين، وذلك عبر التواصل الإلكتروني بينهما وبين المتدربين، وذلك عبر قراءة نصوصهم وتقييمها، كما وزّع نائب رئيس النادي د.عبدالله الوشمي دروع المشاركة لكل من الزهراني والمحيميد، بينما تم توزيع شهادات حضور الدورة على المشاركين والمشاركات.
وقد أكد معظم المتدربين سعادتهم بالدورة، مع بعض المقترحات، إذ قال عبدالله الشهري بأن الدورة كانت رائعة، وفرت لنا الكثير من اللقاءات المعرفية والثقافية، وكأنما وضعتنا على أول الطريق، وتمنى أن تكون ورش عمل أكثر من كونها دورات، بينما تحدّث أيمن النقيب قائلا، بأنها كانت مفيدة جداً، عرفت من خلالها أشياء كثيرة، ووجدت فيها أجوبة لأسئلة كانت لديّ من قبل، أما خالد الشراري فاعتبرها ممتازة جداً ومفيدة.