مَحَوْتُ ذِكْرَاكَ فَارْحَلْ عَنْ سَمَاوَاتِي
احْمِلْ حَقائِبَ بُؤْسِي وَ اَطْوِ آهَاتِي
وغَادِرِ الجَسَدَ المَسْكُوبَ مِنْ وَجَعٍ
عَسَى يُلَمْلِمُ لَيْلُ الهَجْرِ نَايَاتِي
عَسَى يُرَتِلنُي الحِرْماَنُ قَافِيَةً
أَوْزَانُها رُكِبَتْ مِن عُمْقِ مَأْسَاتِي
عسى تُفَارِقُنِي أَطْيَافٌ ذَاكِرَةٍ
مَعْجُونَةٍ بِأَنِينٍ من جِرَاحَاتِي
سَئِمْتُ في قُرْبِكَ الأيَامَ يَقْتُلُهَا
بَرْدُ الشَتَاتِ صَقِيعٌ في مَسَاءاتِي
فلا رَبِيعُ يُمَنِيِني بِزَهْرَتِهِ
ولا خَرِيفٌ يَحُتُ اليَأْسَ عن ذاتي
ولا وَجَدْتُ لِصَيْفِ الحُبِ شَارِقَةً
ضِيَاؤُهَا ولَهِيبُ الشْوقِ مَلْهَاتِي
كُلُ الفُصُولِ شِتَاءٌ والمَدَى ألَم ُ
رَسَمْتُ خُطْوَتَهُ من سُودِ دَمْعِاتِي
ارْحَلْ فَدَيْتُكَ لا تَعْبَأَ بنَائِحَتِي
فالدْهْرُ صِنْعَتُهُ تَكْفِينُ لاَءَاتِي
يُضَمِدُ الجُرْحَ بالسِكِينِ عَادَتُه
سَكْبُ الزُيُوتِ على نِيرَانِ جَذْوَاتِي
سَأَحْمِلُ الحُلْمَ في كَفَيَّ مُمْتَطِيَاً
ظَهْرَ النُجُومِ وأَرْقَى للمَجَرَاتِ
أَجُوبُ في الأُفْقِ والأنظارُ مُتْرَعَةٌ
جمر الفِرَاقِ وجمراً للمَسَرَاتِ
عَلِّي أُصَافِحُ في الأَجْواءِ بَارِقةً
تَقْتَصٌ لَيلَ العَنَا تَجْتَثٌ سَوْاتِي
سَأَرْكَبُ الموج عَلَّ البحر يَمْنحُنِي
قَلْبَاً كَدُرٍ بِأَعْمَاقِ المَحَارَاتِ
يُطَهِرُ النَفْسَ مِن أَدرانِ وِحْدَتِهَا
ويَجْعَلُ الأمَلَ الوردي مَرْسَاتِي
وأَقْطَعُ البِيدَ مَهْمَاهَاً أُصَارِعٌهٌ
أُسَائِلُ الوَهْدَ أو أَحْرَاشِ غَابَاتِ
أُعاَنِقُ الطَوْدَ مُخْتَالاً بِقَامَتِهِ
أُنَاشِدُ الشَّمْسَ هل أَبْصَرتِ رَايَاتِي ؟
اِرْحَلْ رَجَوْتُكَ قَلْبِي عَنْكَ مُنْشَغِلُ
بِأَلفِ بيتٍ وأَلفٍ من حِكَايَاتِي
أَقْسَمْتٌ للشِعْرِ أَنْ مَأَوَاهُ شَاهِقَتِي
أسقيه عُمْرِي سُلاَفَاً من لُباَنَاتِي
وأَبْذِلُ الرُوحَ قُرْبَانَاً لِأَجْمَلِهِ
عِقْدٌ البَهَاءِ بِجِيد الحَرْفِ غَايَاتِي
نَذَرْتُ للشِعْرِ مَا أَبْقَيتَ من قَلَقِي
فَارْحَلْ ودَعْهَا تُرَوِي الأَرْضَ غَيْمَاتِي
واتركْ مُضَاجَعَةَ الأَوْهَامِ مُبْتَغِيَاً
خُلُودُ اسْمِكَ في عَلْيَاءِ صَفْحَاتِي
نَقَشْتٌ اسْمِي وتَوْقِيعِي مُجَرَدَة ً
من أَي لَبْسٍ سِوَى نَبْضِي وآياتي