Culture Magazine Thursday  02/07/2009 G Issue 290
فضاءات
الخميس 09 ,رجب 1430   العدد  290
عفواً إنها الحقيقة
الفائزة نورة أم نورة الفايز!
قماشة العليان

 

بروح نورانية شفافة، وهالة من الضوء تسبح حولها تهتف نورة الفايز بكلماتها البسيطة المرحة في كل مكان تدخله (أهلاً ياصبايا)..... تصافح بها الوجوه والأيادي وتطرق بها ابواب القلوب...

سمعت بها مرارا، وقرأت الكثير عنها، ورأيت صورة صغيرة لها في إحدى الصحف تكاد تتوارى خجلا خلف الكلمات..... بيد أن اللقاء بها ومرافقتها على مدى ساعات طوال والاقتراب منها حد تماس الأرواح أثبت لي بما لا يدع مجالا للشك أنها تستحق ما وصلت إليه بجدارة واستحقاق.....

بخطوات سريعة رشيقة تدخل الفصول، وبتواضع جم يحفها كنسمات الربيع.. تحتضن الجميع.. تشد على أيدي المعلمات بقوة تشحذ فيهن الهمم، وتشحنهن بطاقة خلاقة للإبداع، تحتضن الطالبات بأمومة لا تدعيها، تستمع لهن، يضيء وجهها نورا وحبورا وهن ينشدن لها...

تهتف بصدق وهي تصافح كل معلمة: أنتن معلمات الأجيال ونحن نهتم بكن وبراحتكن.... ثم تختم كلماتها بعذوبة صادقة: اجتهدن يا بناتي وفقكن الله..... تخاطب الجميع ب(يا ابنتي) من مديرة مكتب التربية والتعليم إلى مديرة المدرسة مرورا بالمعلمة ثم الطالبة.. لنشعر فعلا أننا أمام كيان كبير مترع بالأمومة، يحتضن الجميع ولا ينبذ احد...

عندما تقرأ سيرتها الذاتية، قد يدهشك أنها مواطنة شبه عادية، وليست من فئة (super women) أو (five star)، إنسانة قد تصادفها في أي مكان، في المدرسة أوفي السوق أو في السوبرماركت.... وعندما تقترب منها أكثر وتعرفها أكثر فأكثر ستذهلك شخصيتها..... بساطة آسرة تأخذ بالألباب، وتواضع جم، ونشاط وخفة مكنتها أن تزور خمس مدارس في محافظات مختلفة، وتتنقل بين الفصول فصلا فصلا خلال ساعات معدودة......

تتدفق كلماتها واضحة موزونة وبتعابير متقنة.. عن مستقبل التعليم الذي تحب... هموم المعلمة.... طموح الطالبة... الأحلام التي ترسم خطواتها على أرض الواقع..الأساسات التي تزرع أملا..... الأمنيات التي تبني حلما.

تؤمن بأن العوائق إنما تنبع من النفس وليس من الإمكانات والظروف.. وأن النفس التواقة للمعالي ليس لطموحها سقف!

ترتدي عباءتها وتسدل خمارها وتسير شامخة بشموخ الوطن؛ لتعطي درسا لملايين الطالبات في مشارق المملكة ومغاربها، شمالها وجنوبها.

درس لا يكتب ولا يقرأ ولا يلقن...... بل يرسم بمداد قلب نابض بحب الدين أولا ثم الوطن صورة الفتاة السعودية المسلمة التي تعتز بحجابها وتفخر به، وفي الوقت ذاته هي قيادية ناجحة، طموحة، وصلت بكفاءتها وجهدها إلى كرسي نائب الوزير... لتكون البداية صوب منجزات تنتظر تجسد حب الوطن والوفاء له.

نورة الفايز... فازت بمنصبها.... وفازت بالتفاف الجميع حولها وتأييدهم لها... فازت بحب وتقدير من التقى معها من مشرفات ومعلمات وطالبات..

فازت بزرع الأمل في عيون أنهكتها مرارة الانتظار...

فازت باختراق مساحات الزمان والمكان لتحقق تطلعات الوطن لبنات الوطن.....

ألا يحق لنا أن نتساءل..... هل هي الفائزة نورة أم نورة الفايز؟

الخبر

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة