لا يواجه مجلس إدارة أدبي جازان -عادة- انتقادات المثقفين بذلك القدر من الاهتمام وإن وضع في أجندته ردود الفعل لمناقشتها بطريقة حضارية تبتعد عن المواجهة (والصدامية)، وهي وسيلة تعد مثالية، إذ تخطت الكثير من ردود الفعل تجاه برنامج النادي بحكمة تحسب للنادي.
ولعل ملتقى الشعر الثاني ضمن فعاليات المهرجان السياحي الشتوي للمنطقة (رعته الجزيرة الأسبوع الماضي) مر بهدوء وسط الانتقادات التي علت وانخفضت في ظل وجود برنامج يحتفي بقرابة 37 شاعراً في ثلاثة أيام فقط!، مما ولد العديد من الأسئلة الحائرة حول هذا الكم الهائل الذي لن يسمح حتى لهؤلاء الشعراء بأكثر من إلقاء قصيدة واحدة على الأكثر.
ولم ينجح إيضاح النادي أن الهدف هو المشاركة وليس (الاحتفاء بالجملة) إلا أن الوقوف مع الرأي الآخر تبناه حتى العديد من المشاركين في هذه الفعاليات وحتى من داخل أروقة النادي نفسه وأيضاً بعض الشعراء الذين رفضوا قبول الدعوة التي وجهت لهم مثل الأستاذ الشاعر عبد الرحمن موكلي الذي وصف الملتقى بقوله: (صنع الثقافة بهكذا حال غير مثري، ويفتقد (للجدية).!
في الوقت الذي أكد فيه رئيس النادي بالنيابة الأستاذ الشاعر أحمد الحربي أن النادي يسعى لاستيعاب كافة التوجهات الشعرية وفي منطقة عُرفت بوفرة الشعراء فجاء هذا الملتقى وإن ازدحم إلا أنه احتفاء بالجميع وبالشعر ومحبيه وجمهوره.
