حان الوداع.. فكلهم يتأهب
قلبي.. وعمري.. والزمان الطيب
في شاطئ.. أنا واقف متأثر
الذكريات.. تلوح فيه وتهرب
أجثو على الرمل.. أراقب خطوة
لي فيه.. مثل مداد سطر يكتب
يأتي عليه الماء.. حتى ينمحي
إلا من القلب.. فلا يتسرب
تتقاذف الأمواج.. تنتظر اللقا
فرحاً.. متى سيزف فيها المركب
عانت عناداً منه في صولاتها
والآن صار أسيرها.. وسيسحب!
كم مركب للعمر.. راح ببطنها
وتظل تطمع في المزيد.. وتطلب!
أيام عمري.. صرن في ذراتها
كيتيمة في القوم.. ودعها الأب
هي سنة ربي براها.. يا لها
من سنة.. قلبي لها متجنب!
يا شاطئاً شهد الزمان وأهله
هل طال قلبك قسوة وتصلب
لو كنت لا تدري شعوري.. معذر
لم تفقد الغالي.. وعمرك مسهب!
أما أنا.. فالحزن خالط حيرة
فيها الطموح إلى المعالي.. ملهب
كثر.. هم الماضون نحو حتوفهم
ويمثلهم تهب البطون.. وتنجب!
تفنى السنين.. وكلنا متسابق
في وردها الصافي.. نعل ونطرب
حلم سريع.. بعضنا قد عاشه
سرعان ما يفنى ضياه ويحجب
لا شيء يبقى.. لا.. ولا حتى الشبا
ب.. غداً.. يؤول إلى الزوال ويذهب
ما قيمة الإنسان.. بعد مماته
إن لم ينل.. في المجد ما يتطلب؟
إن يفنَ عمري.. فالفناء محتم
لكن فناء الذكر.. منه أعذب
والعبء من بين الأنام هو الذي
أفنى الحياة.. بلهوها يتقلب