يتحفنا وكيل وزارة الإعلام الدكتور عبد العزيز السبيل دوماً بجم تواضعه، وتفاعله المثير للإعجاب مع ما يطرح في الساحة الثقافة من هموم، وما ينثر فيها من قضايا الثقافة والإبداع. يسمعنا تعقيباته وإيضاحاته في شفافية عالية تعكس ثقافة المسئول وحرصه على الشأن الثقافي. ولعل تفاعله مؤخراً مع ما كتبته الأخت سهام القحطاني منتقدة الرقابة على الفكر في معالجة بدت درامية وقوية جداً دفعت الدكتور السبيل إلى التعقيب على رأيها بقوله (ما الذي يراقب ومن الذي يُراقب؟.. نحن نتحدث عن المراقبة ولكنها أحياناً تكون داخلية وذاتية من قبل الكاتب والمثقف. ونشر الزميلة لمقال بتلك القوة والجراءة أجزم أن نشره بحد ذاته يعكس أن الصحيفة تملك الجراءة لكي تنشر، والصحافة في المملكة لا توجد عليها رقابة قبل الطبع وهي حقيقة يعرفها الجميع، فالرقابة هي رقابة رئيس التحرير وليست رقابة أي جهة أخرى، بالتأكيد بعض ما ينشر لحساسيته يتم التساؤل عنه بعد نشره وهذا طبيعي. جميع الأندية الأدبية لا يوجد بينها أي نادٍ يستأذن الوزارة في أي نشاط أو اسم محاضر أو غير ذلك). وكأننا بالدكتور عبد العزيز يشير إلى أن مثل ذلك الأمر قد غاب عن الزميلة المسكونة بالهم الثقافي وآمال الرقي به والتغلب على معوقاته. وإذا كان الرد شأناً يخص صاحبه، فإن ما أورده الدكتور عبد العزيز السبيل هو تعميم إلى الجهة الإيجابية فقط، علماً بأن الجميع يدرك أن مسألة تخفيف وطأة الرقابة على الفكر لم تستكمل بعد أدواتها التي يتمنى الجميع أن تشرق قريباً خصوصاً في ظل هذا التفاعل المشكور من وكالة الوزارة للشئون الثقافية حتى وإن بدأ وكيلها حديثه بقوله (الوزارة تؤمن بأنها ليست هي الوحيدة المسئولة عن الشأن الثقافي ونعتبر أنه من الخطأ أن ينظر أن الشأن الثقافي هو مسئولية وزارة الثقافة. وفي واقع الأمر نشعر نحن أن كل الجهات دون استثناء تشاركنا هذا الهم؟ صحيح أن الوزارة لها مجموعة من المراكز والمؤسسات الثقافية التي تشرف عليها وإلا فكل الجهات نسعد بمشاركتها في الثقافة. الثقافة حق للجميع إنتاجاً وتفعيلاً وتنظيماً). ونحن نقول نتمنى أن تستمر الوزارة في تحقيق الكثير من الطموحات والآمال وهي بمن فيها آهل لذلك، لكن بالمقابل لا أحسب أن الكثير من المنتمين للثقافة يتفاءلون بمشاركته نفس العبارة (عندما نرى أن المرحلة أصبحت مواتية فسيحدث الأمر)!.