Culture Magazine Monday  10/03/2008 G Issue 238
ذاكرة
الأثنين 2 ,ربيع الاول 1429   العدد  238
 
وداعا عبير
مواسم الحب
تركية العمري

 

 

عندما كتبت عن عبير البكر في صفحة انهار: (لعبير البكر إكليل دعوات) دون أن أذكر مرضها أو تفاصيل أبعاد آلامها، كتبت عنها كوفاء وحب وتواصل إنساني لكاتبة رائعة من هذا الوطن الحبيب ليكون للألم من يتابعه وليأتي من هناك شعاع خير وشعور صدق من قلب خادم الحرمين الشريفين القلب الذي اعتدنا منه الحب والحنان ليمتد جسر محبة للتكفل بعلاجها ولكن القدر كان أسرع.

فشكرا سيدي خادم الحرمين الشريفين يا راعي الثقافة شكرا من عبير ومن ذويها من أطفالها هالة وفهد ومني ومن كل مثقف ومثقفة في هذا الوطن فبلمساتك الحانية نتجاوز الألم... وبإحساسك بنا وتقديرك لنا نستمر في الإبداع فدمت قلبا لنا جميعا نصمد به أمام عواصف الحياة.

هل حقا رحلت.. قبل أن ألتقي بك كنت انتظر شهر مارس لآتي إلى الرياض لأراك.. كنت أحتفظ بالكثير من البوح عن الأمل الذي يسكن نصوصك وعن الشفافية التي تبدأ من روحك... كنت أهمس لذاتي سأكتب على باقة الورد مواسم العبير..

ثمانية أشهر يا عبير لقائي الأدبي والإنساني بك كانت البداية نصك (رجل يأتي) *

ولم أكن اعلم أنني أنا أيضا آتي إليك ولكنني أتيت متأخرة.. أتيت في زمن ألمك

ولكن كان هناك شيء يشعرني بأنني أعرفك منذ زمن.

هل حقا رحلت يا عبير الحب وأنا أريد أن أسألك ..

أسئلة عطر... وفكر وعن سيرة بدء مواسم حبك ..

هل حقا رحلت وأنا أريد أن أسألك عن (الأمل الأجمل) *

وعن (من قص شعر ليلى) الطويل *

وعن لوعة فراق سرمدية لا تنطفئ ..

أردت أن أسألك عن ملامح أحبتك ..

وعن تكوينهم في ذاكرتك ..

وعن صبر حليمة و(رجل الأيام الصعبة) *

عبير صباح يوم الاثنين أحد صباحات فبراير غير المبهجة ..

سمعت صوت بكاء السنابل هناك ..

رأيت المواسم تحولت إلى مواسم بكاء ..

سمعت نشيج حمائم بيضاء تشبه قلبك ..

لم أر المواسم بل رأيت مساحات شاسعة من الحزن تظللها ريح عاتية ..

رأيت صغاراً يتساءلون... ورأيت وجه الفقد الحالك يغتال بياض الصباح لتسلل إلى جهازي رسالة تفوح منها رائحة الموت والفقد، ولتنهمر دموعي ولأغرق في خيالاتي لملامح، وتتداعى كلماتك ولأناديك عبير.. ليرتد صوتي ..

فوداعا عبير الحب وإلى جنات الخلد يا وردة مواسم الحب..

* عناوين لنصوص الكاتبة عبير البكر


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة