ارحلْ فديتُك للزمانِ الغَابرِ
ارحلْ فدُونَكها طُروسَ الجاسر
عَنْ مثِلها كلُّ العصورِ تراجعتْ
ليراعِ نادرةِ الزمانِ الحاضرِ
فَرْدُ الجزيرةِ شيخُها بَلْ طودُها ال
عملاقِ لم يفتأ دليلَ الحائرِ
عَنْ كلِّ شبرٍ كانَ يُخبِرُنا على
ما مرَّ مِن قَدَمٍ بها أو حافِرِ
مَنْ غيرُه يروي لنا أخبارَها
وثقى وبالسندِ الجلي المُتَواتِرِ
مستجلياً ما دقَّ مِنْ أنسابِها
لبطونِ كندةَ أو تميمَ وعامِرِ
عنْ خيلِها من ذا يُحدِثُنا حدي
ثَ الحاذِقِ الفَطِنِ الخَبيرِ الماهِرِ
فكأنني في شَخْصِهِ مُستحضِراً
عَبقَا لأمجادِ القديمِ العاطِرِ
مسَتجمعاً ألقَ القصيدِ روائعاً
في حقِّهِ أوْ لا فلستُ بشاعِرِ
لكنها ذكراهُ تعبُرنُي وتَدْ
فَعُنِي لأقْرُبَ نحوَهُ بخواطِري
حسبي من (العَربِ) الفريدِة جَوْهرٌ
فانْظُرْ وقبَلُ كَذاكَ لستَ بِناظِرِ
فمتى أُحاورُ فيه نفسي سَائلا
لكأنني بالكونِ باتَ مُحاوِري
واليومَ في الوادي المباركِ تَزْدهَي ال
ذكرى لكوكبةٍ بوْفدٍ زَائرِ
حلُّوا بوادي الخَيرِ إذْ هُمْ أهْلُهُ
قَدْ بُودِلُوا عِشقاً بحبّ غَامِر
هي هذِه الأحقافُ كلُ وهادِها
تشتَاقُكم بعَدَ البُعادِ الجائرِ
سيئون غَنّاءٌ شِبامُ ودَوعَنٌ
كُلُ المدائِنِ مِنْ عَلٍ أو حَادِرِ
فكأنما هي بَينَكم وخلالكم
لَتَحُفُكمْ بمنابرٍ ومنَائِر
(بلدٌ تحيةُ غِيدِه لثْمُ الثّرى)
وبطيفِه هِمْ في غَزالٍ نَافِرِ
د. عمر علوي بن شهاب
أستاذعلم اللغة العام المساعد رئيس قسم اللغة العربية بكلية التربية سيئون- جامعة حضرموت