أكد الكاتب الروائي أحمد الدويحي على ريادة الأديب إبراهيم الناصر الحميدان، وذكر في تعليقه على رفض طباعة أعماله من قبل النادي الأدبي بالرياض أن قضية طبع عمل رائد لفن السرد كالحميدان قضية كبيرة، وأكد الدويحي الذي شارك في تأسيس جماعة السرد مع الحميدان وسلطان القحطاني وحسين علي حسين وآخرين، على ضرورة الابتعاد عن شخصنة الموضوع، وأن نتحدث في القضية من أساسها، حيث أشار إلى أن (هذه الروايات التي رفضها النادي الأدبي بالرياض هي روايات لكاتب يعد في الوقت الراهن رائدا فعلا بمعنى الكلمة في حقل الجنس السردي، وقد عرض كتبه على مؤسسة ثقافية، ويجب ألا ننظر إلى طريقة عرضه للمؤسسة لطباعة أعماله أو كيفية عرضها، فهذه مسألة تخصه هو والنادي).
وأضاف الدويحي: (ما أعرفه أن النادي رحب بطباعة أعماله، وبعد عدة أشهر أبلغه باعتذاره، وما فهمناه من السجال بين النادي وإبراهيم الناصر الحميدان أن الحميدان قد تعجل في التعليق على القرار الذي أصدره النادي، معنى ذلك أن هناك قرار قبول ثم هناك قرار رفض، وأكثر من هذا أن رئيس النادي ذكر: (إنه يمكن إعادة النظر في طبع هذه الأعمال). ولو نظرنا لهذا المشهد من خارجه - كما يوضح الدويحي- فإنه يمثل المشهد الثقافي برمته في ساحتنا المحلية. بمعنى أن هناك مزاجية، وهناك عشوائية، وهناك انتقائية، وهناك في الجانب الآخر صرخات وأوجاع وهموم وطن وهموم مثقفين.
ويستطرد الدويحي: إن قضية طبع عمل رائد لفن السرد كالحميدان قضية كبيرة، لكن إذا ظهرت على السطح لاسم بحجم إبراهيم الناصر الحميدان فماذا نقول عن قضايا كثيرة متوزعة بين شاطئي وزارة الثقافة والإعلام؟!
في الجانب المحلي - على سبيل المثال- وفي حقل السرد تحديدا نعرف أن نادي القصة في الرياض قدم خدمات كبيرة جدا لعالم السرد، وحقق تواصلا منتظما مع المؤسسات الثقافية خارج الوطن، ونادي القصة تفرعت منه جماعة السرد الموجودة في النادي الآن، وكان وراءها: الحميدان، وحسين علي حسن، ود. سلطان القحطاني، وأحمد الدويحي، وقال:
(حين اتفقنا في جماعة السرد أن تعقد ندواتها كما ذكر الحميدان بالنادي الأدبي بالرياض لم تكن هناك خيمة للنادي، وتعرف أن الرجل الكبير د. محمد الربيع، رغم امتعاضي من أنشطة النادي، قدم الكثير للمشهد الثقافي واستطاع أن يؤمن خيمة السرد من خارج ميزانية النادي. واسترجع صاحب (مدن الدخان) أيام نادي القصة السعودي وقال:
(نادي القصة ضائع بين وكالة الوزارة والنادي وهو الذي كان يمثل نواة مؤسسة ثقافية حيث خدم الأديب خالد اليوسف القصة والرواية والنقد في كل مناطق المملكة، بل ربط ذلك كله بالخارج، راصداً جل ما يتعلق بفن السرد في المملكة، فأين نادي القصة الآن؟
واختتم الدويحي حديثه بالقول: (في حقل السرد هناك صراع أجيال، والسرد فن تراكمي إذا لم تكن هناك علاقة حميمة بين مختلف الأجيال، سنمضي إلى طريق مظلم.