من حضر المعرض الرابع للفنانات التشكيليات الذي أقامته وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية ربما لمس التطور النوعي في مستوى الفنانة التشكيلية السعودية وحضورها الفني من حيث ظهور أسماء جديدة وتثبيت أسماء أخرى لموقعها على خارطة التشكيل المحلي لتدحض افتراءات من يصف تجاربهن بفقاعات الصابون. وعلى الجانب الآخر يعترض العديد حين الحديث عن تدني مستوى الفنانة مقارنة بمستوى الفنان مع أنها حقيقة ثابتة لا محلياً فحسب بل على الصعيد العالمي في بلدان تقدمتنا تشكيلياً بمئات السنين ولذلك أسبابه.. ولكن لن أتطرق سوى لأسباب تفوق الرجل حتى اليوم على المرأة في هذا المجال محليا.
أولها من وجهة نظري يعود للمجتمع، نعم المجتمع الذي حرم المرأة من التعليم سابقاً ثم من السفر للدراسة لاحقاً لا من مبدأ ديني ولكن من مبدأ العادات والتقاليد الأقوى تأثيراً على اتخاذ القرارات.. على مبدأ أن المرأة مكانها بيتها فقط وإذا كانت غالبية المجتمع اليوم ترى العكس فلا يمنع من وجود عقول ما زالت ترى أن المرأة مكانها البيت والمطبخ تحديداً.
السبب الآخر هو النظام التعليمي الذي أيضاً شارك المجتمع في تأخير فرص تعليم المرأة وابتعاثها، بل إن معهد التربية الفنية الذي افتتح للرجال دون النساء ساهم في تخريج نسبة كبيرة من فناني أواخر الجيل الأول ورواد الجيل الثاني.. ثم افتتح قسم التربية الفنية في كل من جامعة الملك سعود وجامعة أم القرى للبنين قبل أن يتاح المجال للمرأة بسنوات عدة.
وأيضا يقع دور جزئي على الجهات المعنية بالعرض ممثلة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقا ووزارة الثقافة والإعلام حالياً من حيث توفير فرص الاحتكاك والعرض مقارنة بالفرص المتاحة للرجل كالمراسم والمشاركة في المعارض الدولية ومقابلة الفنانين الزائرين..إلخ وكان ذلك غالباً لصالح الرجل دون المرأة حتى وقت قريب حين بدأت تلك الجهات بمحاولة تقديم فرص موازية لها.
أما اليوم فنحن نشهد مزاحمة المرأة وبقوة في هذا المضمار كماً وكيفاً وكما أسلفت كان هذا المعرض دليلاً على هذا النمو، مما سوف يستدعي إلغاء مثل هذه المعارض مستقبلاً والتي وضعت أساساً لدفع نمو التشكيلية السعودية وتسارع هذا النمو لتلحق بما فاتها سابقاً.
msenan@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244