قرأت ما كتبته الأستاذة سهام القحطاني في هذا الملحق الثقافي الجميل، والذي كان بعنوان (هل استفدنا من المثقف العربي الوافد؟)، ولا أدري لماذا شنت الكاتبة هذه الحرب ضد المثقف العربي خاصة المثقف الوافد؟ ولماذا تم تقسيم المثقف العربي إلى وافد ومقيم؟. ولماذا أيضا الصقت بتهم زائفة للمثقف العربي مثل (عمالة ثقافية)، ومرتزقة، وغيرها من التهم التي تدور حول التشكيك في منطقة المثقف العربي الإبداعية، وتهميش دوره والتقليل من شأنه؟ لماذا هذه التسمية المجحفة للمثقف العربي؟! وقد تناست ان الإعلام العربي إعلام خطير، وقد يمارس لعبة خطيرة في تهميش ما هو إبداعي في كافة مجالات الابداع، والكاتبة للأسف تريد ان تؤكد هذه اللعبة الخطيرة، وهذا الحضور الضعيف للمثقف العربي الوافد.

فالكتابة بشكل عام هي التزام فكري واجتماعي يتبنى القضايا الأساسية والدفاع عنها، والمثقف العربي الوافد يحقق تقدمه حسب المساحة العامة والخاصة المعطاة له، وحسب البنية الثقافية الاجتماعية للبلد المعني، وهناك الكثير من لديهم الفهم والوعي بماهية الكتابة، ودور الكاتب والمثقف العربي مما يبعث الطمأنينة ويحرك القلق الابداعي.

وكما هو معروف بأن المثقف العربي يعاني من أزمة متعددة الأبعاد، هذا ما يقره عدد كبير من العاملين بالأوساط الثقافية والفكرية، فما هي تلك الأسباب التي أدت إلى تدهور دوره، وإلى أي مدى تأثر دور المثقف العربي بالأوضاع والظروف المجتمعية المحيطة به سواء أكانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية، إلى أي مدى كانت مثل هذه الظروف معوقة لانطلاق المثقفين في أداء دورهم أو دافعا لهم، أي لابد من تحديد مفهوم دور المثقف العربي، حيث يثير هذا المفهوم جدلا كبيرا ولبسا بين مختلف الأوساط الفكرية، وأغلب هذه التعريفات التي تشابه المضمون مختلفة التركيبات اللغوية، وهناك من المفكرين من له عدة تعريفات لهذا المفهوم، اختلفت باختلاف مراحله الفكرية.

فهناك من يرى أن المثقف هو الذي يسعى للتغير وهناك من لا يشترط ذلك، بل يطرح مفهوم حركة المثقف في اطار ما هو قائم وقدرته على التكيف وهناك من يرى ان المثقف عليه ان يشارك في بناء المجتمع وهناك من لا يستلزم ذلك، أي عمله لنفسه لا للمجتمع وهناك من لا يرى في المثقف ضرورة.

تباينت الاراء واختلفت وجهات النظر، ومازال السؤال يحتاج إلى اجابة، ويطرح نفسه بقوة.. (تدهور دور المثقف العربي مسؤولية من؟ وهل تسميته بالمرتزقة والعمالة وغير ذلك من التهم التي ألصقتها الكاتبة سهام القحطاني ساهم في تدهور دوره في المشهد الثقافي؟