سعدت أيما سعادة بمداخلة زميلي الأستاذ الدكتور إبراهيم الشمسان على المحاضرة؛ لأنه من القلة من النحويين الذين يكتبون في الموضوع، ويناقشون الأفكار لا النوايا والأشخاص، فشكراً له على مناقشته ما قدمت في المحاضرة، وشكراً له مرة أخرى على الاختلاف الذي لا يوصل إلى الخلاف.
وأبدأ بمقولة زميلي الكريم عن الفقرة التي وردت في محاضرتي، وتساءل بشأنها: أليس هذا بزعم لا دليل عليه؟ وكنت أظن أني قد أوردت ما يكفي من الأدلة في تلك المحاضرة بهذا الشأن، سواء اقتنع بها الآخرون أم لم يقتنعوا، لكني أزعم بأنها أدلة، ثم إن المقولة نفسها يمكن أن توجه إلى كل رأي يورده أبو أوس في مداخلته، أولها ما أورده في السطر نفسه بعد السؤال: (إن مهمة النحوي رعاية الحراك الثقافي ومحاولة الحفاظ على لغة مشتركة يفهمها الناس في جميع أرجاء العالم الناطق بالعربية). فأين أدلتك على هذا الزعم؟ كثير من الناس سيقولون: الحراك الثقافي يرعاه الأدباء والداعمون للأنشطة الفكرية مادياً أو معنوياً، أما النحويون فلم تتجاوز مهمتهم تصيد الأخطاء والحكم على ما يقوله الآخرون الذين لم يعد بعضهم يلتفت إلى النحويين وحججهم. وكذلك الأمر في الحفاظ على اللغة المشتركة التي يفهمها العرب جميعاً؛ فيوجد من يظن أن النحويين لا يهمهم إلا الحفاظ على نمط يتفق مع قوالبهم - لكل مذهب منهم قوالبه وأنماطه، فليت زميلي العزيز وضح مجهوداتهم في هاتين الوظيفتين الرئيستين للنحو العربي!
أختلف مع الزميل العزيز في مقولته التي يقرها في كل نقاش يدور بشأن النحو، من كونه (ليس سوى نظام اللغة المنتزع منها بوصفها). وأقول إني أدعو إلى استخلاص قواعد من نظام اللغة تحكم اللغة وتكون أكثر إتقاناً في وصفها، وقد فعلت ذلك في بعض مؤلفاتي التي تقصيت فيها تراكيب العربية وحللت منطقها والفروق بين أساليبها، ولكن ذلك ليس هو ما يصنعه النحويون، بل يفرضون قواعد ويوردون بعض الشواهد التي تتماشى مع قواعدهم، حتى لو لم تكن تمثل كل العربية، بل وفي أحيان ليست قليلة يأتون بأمثلة مصنوعة يعتقدون أنها تمثل النموذج، وأن على العرب أن ينصاعوا في كلامهم للقياس على تلك القوالب.
أما إقحام الآيات القرآنية، وكأنها تتعارض مع ما أقول، أو تتناص معها، فهي وسيلة أربأ بصديقي - الذي عرفته متفتحاً، ولا يحب خلط الأمور بعضها ببعض - عن أن يلجأ إلى مثل هذا الأسلوب في التأويل، خاصة مع وضوح الكلام في سياق المحاضرة.
وفيما يخص القناعات المتعلقة بالعولمة القديمة، نأتي أولاً إلى الرد بأن زعم كون العربية لغة أهل الجنة ليس قائماً؛ فأقول إن ما يعنيني ليس إن كان ذلك الحديث - الذي يضعفه أبو أوس حسب مرجع على الشبكة العنكبوتية - صحيحاً أم غير صحيح، وإنما التصور العام ليس لدى العامة فحسب، بل أيضاً لدى علماء العربية، وشيوخ النحو على وجه الخصوص. ثم إن فكرة السمو باللغة عن الواقع وعن استخدامات أصحاب اللغة هو المعني في هذا السياق. ولا تزال تلك الأفكار - بوصفها قناعات راسخة - تعشش في رؤوس المتعلمين والمعلمين وعامة الناس، وتظهر على شكل كليشات تردد من مثل: هذه لغة القرآن، ومثل ذلك عندما نقول عن الآرامية بأنها لغة المسيح والإنجليزية بأنها لغة شكسبير (وهذه بالمناسبة هي عبادة الذوات التي عنيتها في موضع آخر من هذه المحاضرة عند حديثي عن ركائز العقل العربي).
فالمسيح واحد من ملايين البشر الذين تحدثوا الآرامية، وشكسبير واحد من الملايين الذين استخدموا الإنجليزية، ومن آلاف المبدعين الذين كتبوا بها. وكذلك الأمر في العربية، فالقرآن مستوى من مستويات العربية، لكنه ليس مالكاً للغة، بحيث تضاف إليه. وقد قيل بالعربية نصوص لا يشرّف القرآن أن تنسب إليه؛ لكنه الاستلاب الثقافي الذي يجعل من نقابلهم في أي مستوى من مستويات الدراسة في قسم اللغة العربية يرد على أي سؤال عن سبب تخصصه في القسم، أو حتى في معرض تحليل الفصحى بأنها لغة القرآن دون وعي بتلك الفلسفة.
وأستغرب من انسياق الزميل العزيز خلف مقولة إن الأعاجم هم العامل الرئيس في فساد الألسن، مستشهداً بوضع العرب في الوقت الحاضر، ومعللاً ضعف العربية بهجمة اللغات الأجنبية علينا. وأظن العكس هو الصحيح؛ فالضعف هو السابق، وتلته الهجمة الأجنبية.
فالاقتصاد العالمي والإعلام المعولم حالياً لم يعدا ينتظران الضعيف أن ينهض، ويرتب صفوفه؛ بل يتركانه إلى ما هو جاهز وقابل للحياة.
صحيح ما قاله زميلي بأن العمالة الأجنبية أثرت في لهجاتنا المحلية؛ إذ صرنا نلوكها بألسنتنا سعياً إلى التفاهم معهم. لكن ذلك نابع من شيزوفرينيا الثقافة المحلية التي تعد القادر متعالياً على المحلي، ليس في اللغة والمنتجات الفكرية فحسب؛ بل أيضاً في استيراد النماذج والنظر إلى قدرات الأشخاص وتصنيفهم، مما ألهب قريحة صانعي الأمثال والمقولات الشعبية التي يحكي كثير منها عن تلك الظاهرة.
أما كون النحو مفيداً للغة والهوية العربية فهذا ما نختلف بشأنه، واستشهادك بحرص كل أمم الأرض على حماية لغاتها صائب شكلاً، لكن منطقه غير صحيح مقارنة بوضع النحو العربي ووسائل الحماية التي تتبعها الأمم الأخرى. وقد وضعت أمامي سؤالاً يتضمن خياراً شطرياً هو: أتراهم بهذا يهملون نحوهم، أم تراهم يستفيدون منه؟ وسؤال العارف بصنع الأمم الأخرى لحماية لغاتها لا يكون بهذه الطريقة، بل يكون: هل يصنعون نحو لغاتهم مرة واحدة وإلى الأبد؛ ليضطر مستخدمو اللغة لحفظ قواعده، والعمل على تفادي اللحن (1) أم يطورونه تبعاً لتطور اللغة؛ مما يتيح مجال الإبداع في استخدامها؟
المشكلة التي لا تلمسها يا صديقي العزيز أنك تقع في التناقض دون أن تشعر بسبب دفاعك المستميت عن النحو العربي؛ ففي حين تساوي هنا بين جهود النحويين العرب في حماية لغتهم وجهود الآخرين في حماية لغاتهم، تقول بعد ثلاث فقرات: (وأقول لزميلي ما سبق أن قلته له في لقاء قديم في ندوة القسم، وهو أن العربية استثناء؛ فليست كغيرها من اللغات؛ فهي لغة دين اسمه الإسلام، ولغة تتصف باتصال تراثها..)، فحدد أخي الكريم: هل نحن مثل الآخرين، وعلينا أن نحمي لغتنا كما يحمون لغاتهم، أم نحن استثناء، ولنا خصوصيتنا التي لا يساوينا فيها أحد؟ عند ذاك يكون حديثك عن أن العربية لغة عادية مثل غيرها من اللغات لا لزوم له، وتصبح مقارنتك بين العربية والعبرية التي أحياها اليهود في إسرائيل، وصارت منافسة للغات الأجنبية في التعليم والتأليف في أدق العلوم الحديثة محض تزيّد من أجل تقوية الحجة؛ وإلا فالإسرائيليون لم يترددوا لحظة في إعطاء عناصر الحياة إلى لغتهم، ولم يتمسكوا بعبرية العهد القديم ذات القداسة الشديدة، أو يطبقوا نحو العبرية القديمة على ما يكتب في العصر الحديث.
أما ما تقوله بأنها (لغة دين اسمه الإسلام)، فإذا غضضنا الطرف عما في هذه العبارة من تحدّ واستعداء؛ أفلا تظن أن العبرية التي استشهدت بها (لغة دين اسمه اليهودية)؟ فهل فرط العبرانيون في دينهم بترك لغتهم تتجدد؟ أتراهم لم يعودوا يفهمون نصوص كتبهم المقدسة، كما تخوّفوا كل من يناقش موضوعاً يتعلق بعربية فصحى معاصرة مواكبة وقادرة على المنافسة، بأن أي مخالفة للنظرية النحوية العربية تؤدي إلى عدم فهم القرآن الكريم؟
وعن موضوع الخلط بين النحو العربي واللغة العربية الذي يحدث لدى العربي البسيط والمتعلم المتوسط والأكاديمي غير المتخصص، أقول إن عليك أن تراجع نفسك جيداً، وتستمع إلى ردود أفعال البسطاء عندما تحدثهم بشأن استخدام العربية بدلاً من اللغة الأجنبية أو استخدام لغة مفهمة ومعبرة عن أفكار مترابطة؛ فأول ما نسمع هو الإشارة إلى سيبويه، أو كتب القواعد. انظر يا أخي المواقع الخاصة باللغة على الشبكة العنكبوتية ستجد التسميات تدور على سيبويه والأخفش وغيرهما. عد بالذاكرة إلى الندوات المقامة في قسم اللغة العربية التي قدمتُ فيها أوراقاً تتعلق بقضايا اللغة وإعلاء شأنها - وقد ذكرتَ في ردك مثالاً من واحدة منها - ما نوع الأسئلة التي ترد من بعض أعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة العربية (وهم أيضاً من المتخصصين، وليسوا من الأكاديميين غير المتخصصين، كما أشرت في محاضرتي تحوطاً). وما زلت أحتفظ ببعض الأسئلة التي طرحت بشأن رغبتهم في إيضاح الفرق بين النحو واللغة، دون أن أذكر الأسماء.
بقيت أمور فنية - قد لا يفهمها إلا أصحاب الاختصاص - ولا ضير في ذكرها لاستكمال حلقات الموضوع؛ تتمثل أولاً في: إقرار الزميل بأن تلك النماذج الثلاثة (العربي البسيط والمتعلم المتوسط والأكاديمي غير المتخصص) تعي كل الوعي أن النحو هو قواعد اللغة، وأنه ليس بغريب عنها. ولا أظن العبارتين منسجمتين؛ فإما أن يكون النحو قريباً من اللغة (ليس غريباً عنها)، أو أن يكون هو قواعد اللغة. وأظن التفريق بين دلالتي العبارتين هو المدخل لكي أقدم مضمون محاضرتي بشكل أكثر بساطة، ومنعني من اعتماد ذلك المنهج اعتقادي أن الحضور من المتخصصين، وأردت طرح فكرة أكبر هي ربط العولمة القديمة بالعولمة الحديثة؛ فالعبارة الأولى تدل على أن النحو مستقى من نصوص اللغة، وهذا هو النحو الذي أدعو إلى الاعتناء به؛ ليكون لكل فترة لغوية نحوها، وقد سعيت إلى التأسيس له في بعض كتبي وأبحاثي (2). وهو النحو الذي تضعه الأمم الأخرى، التي ذكر زميلنا حرصها على حماية لغاتها؛ فهو نحو وصفي قابل للتغير، لا تعسفي يجبر أبناء اللغة المتمكنين والمبدعين على الرضوخ لقواعده، وإلا كانت لغتهم لحناً. أما العبارة الثانية فتدل على واقع النحو العربي؛ فهو ليس غريباً عن اللغة، حيث يستخدم عباراتها في صياغة القواعد، لكنه يمنطق تلك القواعد، ويقف في الموقف الخطأ (أمام اللغة لا خلفها)؛ مما يجعل مستخدم اللغة يتعثر في قواعده. والأخطر من ذلك أن التعليم قد سار مراحل متقدمة في التركيز على تعلم القواعد لا تعلم اللغة، بسبب الخلط الذي ذكرناه آنفاً بين النحو واللغة، حتى لدى القائمين على مناهج التعليم.
إن لكل شيء في الكون نظاماً؛ فهذا من البديهيات، وهل أتخيل لغة بلا نظام؟ فذلك هو ما أدعو إلى التركيز عليه، وهو المتضمن في دلالة العبارة الأولى المذكورة آنفاً، لكن النحو العربي ليس هو النظام الذي تقوم عليه اللغة العربية؛ بل لا يمكن لنحو كُتبت أسسه في القرن الثاني الهجري أن يكون نظاماً للغة تمتد لفترة أربعة قرون قبله وثلاثة عشر قرناً بعده.
أما القلة الذين يرون معي أن النحو سبب ارتكاس المجتمع، فنذكر منهم من القدماء ابن مضاء القرطبي، ومن المحدثين ابراهيم أنيس وأنيس فريحة وأحمد حاطوم وأحمد درويش. وقد كتبنا في ذلك، لكن الكثرة لا تقرأ إلا ما تريد، ولا تلتفت حتى إلى ما يختلف عن طرحها إلا من أجل الهجوم عليه، والتهوين من شأنه؛ وهذا هو سبب ترحيبي الشديد بما أراه منك مناقشة للأفكار. وأمثل على ذلك بنظريتي التي قدمتها في النحو العربي أن الإعراب لا يختص إلا بالأسماء دون الأفعال التي تخضع لنظام آخر مختلف عنه. ولم أجد لها أي صدى لدى النحويين؛ لأنهم يجدونها خروجاً عما يراه جمهور النحويين.
وفي ردك على تفريقي بين النظام اللغوي الفعلي والنظام النحوي المنطقي تخرج يا زميلي العزيز عن مسلمات الدرس اللغوي بخلطك بين المنطق الفلسفي (الذي قُعد النحو العربي على أساسه)؛ فأصبح يشكل شبكة من العلاقات الداخلية التي تربط قواعد النحو العربي بعضها ببعض؛ وتختلف كلية عن منطق اللغة الذي لا يمكن أن يتسم بتماثل وتناظر في جزئياته، أو اطراد في تطوراته؛ مما يجعل التنبؤ بما يؤول إليه أمراً في غاية الصعوبة، خلافاً للمنطق الفلسفي الذي يحكمه واقع ميتافيزيقي يوجد ما يقابله في وعي مستخدم اللغة، وينطلق منه في حدسه. وما أريد أن أصل إليه - أنا شخصياً -؛ لكيلا أتكلم باسم القلة أن ينشأ ذلك المقابل للواقع الميتافيزيقي في وعي كل طفل عربي؛ لكي ينشئ العربية من حدس لغوي - كغيره من أطفال المجتمعات ذات اللغات الحية - لا من تقليد وصفّ للكلمات دون أن تكوّن أفكاراً مفيدة.
وعن أمر المطابقة بين النحو وما أسميه واقع اللغة التي يدعوني أبو أوس إلى القيام بها، فقد كفاني النحويون في محاولاتهم المجهدة لتأويل بعض نصوص اللغة - خاصة من الآيات القرآنية - التي لا تتطابق مع قواعدهم على غرار تمحلاتهم في آيات مثل: (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ) سورة طه، الآية 63 أو (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) سورة المائدة، الآية 69. أما انهيار النظرية النحوية فهو أمر واقع لو قيل بأن واقع استخدام اللغة هو الذي يصنع القوالب ومجالات استخدامها لا القاعدة المعدة سلفاً. وتلك التأويلات هي التي ترد على سؤال الزميل الإنكاري: أليس القرآن موافقاً للقواعد النحوية؟
وأخيراً توجد بعض النقاط التي نتفق بشأنها مثل أنه في حين تمتلئ مطبوعاتنا وإعلاناتنا، وما يكتب بلغتنا بالأخطاء فإنه قلما نجد منشوراً أجنبياً فيه أخطاء، وأننا نسعى جاهدين لتنحية لغتنا وإهمالها. لكننا نختلف في أسباب تلك المآسي وطرق علاجها؛ ففي القضية الأولى أرى أن التركيز على النحو لا على التنشئة اللغوية السليمة هو الذي جعل منتجاتنا اللغوية لا تتمتع بالحد الأدنى من المقبولية؛ لأن لغة الإنسان التي هي جزء من هويته أصبحت تخصصاً، خلافاً للأمم الأخرى التي يعنى كل منهم بلغته، ويعنى المجتمع بمستوى التعبير بها. أما القضية الثانية فأظن أن ضغوط أساليب الحياة المعاصرة لا تقبل الاهتمام بلغة غير جاهزة للتعبير بأسلوب عصري وعفوي ومبدع وشخصي نابع عن حدس ذاتي.
اللغة مؤسسة متكاملة الأطراف، وليست قواعد وتطبيقاً وحفظاً وتلقيناً وإعادة إنتاج صوري، كما يتوهم النحويون الحالمون. ومستندهم في ذلك على حجج يقارع بعضهم بعضاً بها. وقد قيل في حججهم من قبل: (أوهى من حجة نحوي)!
د. فالح العجمي
1 - يوجد من يفسر صحة الوجه الذي يستخدمه في كلامه إذا كان يظن أنه الاستعمال المرجوح في النحو العربي؛ لئلا يُظن بأنه خالف قواعد النحويين. وهذا يعني أنه يفكر في صحة القاعدة، بدلاً من سلامة الفكرة، وترابطها مع الأفكار الأخرى.
2 - مثل: (أسس اللغة العربية الفصحى) و(أبعاد العربية) و(تطورات الإلزام النسقي في العربية) و(جانب غائب في النحو العربي).