Culture Magazine Monday  10/03/2008 G Issue 238
حوار
الأثنين 2 ,ربيع الاول 1429   العدد  238
 

أكد أن المطبوعات الحكومية يجب أن تدار بعقلية تجارية .. الصيني:
المجلة تؤمن بالتعدد وفتح المجال للتيارات بعيداً عن التصنيف والتشكيك!!

 

 

حوار/سعيد الدحية الزهراني *

بين اليقين ب(إعلاميته) مدرساً ودارساً وممارساً.. وبين عصف المرحلة ل(الإعلام) أسسه وأساساته.. يبرز صوت الرأي والرؤية بأن الثقافة علم وعملية وإعلام.. تفوق القياس والإجماع.. فكيف لي أن (أُقولب) وعي مرحلة وتجربة مجال.. في هرم مقلوب..؟!!

قادني إلى هذا التقديم.. أستاذ الثقافة والإعلام الدكتور عثمان الصيني.. رئيس تحرير صحيفة الوطن سابقاً.. ورئيس تحرير المجلة العربية مؤخراً.. وذلك عبر حوار سريع بالفعل.. ولكم الوعد باستكمال الحديث معه بعمق يتوازى وعطاء سنين قضاها الصيني بين الأحبار والأخبار والعناوين والمناوئين.. بطبيعة الحال.. اقتصر هذا اللقاء على أبعاد تتصل بالمجلة العربية سياسة ومقاربة وتطلعات واستطلاع.

الجريدة والمجلة

* الدكتور الصيني.. القادم من عمق التجربة الصحفية اليومية إلى فضاءات الطرح المتريث الممتد.. ما هي المسافة الفاصلة فيما بين هذين المجالين المتجاورين (الصحافة اليومية والمجلة الشهرية) ناهيك عن طبيعة التخصص - مجلة ثقافية شهرية؟.

- مع أن الصحيفة اليومية والمجلة تنتميان إلى الإعلام المطبوع إلا أن المسافة بينهما كبيرة في الإيقاع والمفهوم والمحتوى والجمهور المستهدف؛ فالصحيفة اليومية ذات إيقاع سريع لاهث، والمجلة أكثر جدية ورصانة، ويختلف المفهوم من واقع طبيعة كل منهما بحسب التكوين، فالصحيفة تبحث عن الجانب الحدثي اليومي، والمجلة تغوص في أعماق الحدث وتبحث عما وراءه بالتحليل وتلمس الخيوط التي لا ترى بسرعة، ولكن هذا التكوين بدأ يتداخل بين الصحيفة والمجلة في الفترة الأخيرة عالمياً، أما المحتوى فهو وإن تشابه بينهما فإن طريقة التناول والزاوية التي ينظر بها للموضوع تختلف بين الاثنين كما أن الجمهور المستهدف مختلف فإذا كانت الصحيفة تخاطب مختلف الشرائح فإن قارئ المجلة أصبح أكثر تخصصاً ولذلك انحسر دور المجلة الشاملة لجميع أفراد الأسرة كثيراً كما أن الصحف بدأت تحدد أكثر جمهورها ولم تعد هناك الصحيفة المحلية الإقليمية الدولية في نفس الوقت وإنما لدينا صحف محلية وأخرى اقليمية وأخرى قومية (بان أراب) التي تسمى تجاوزاً دولية.

الثقافة لا تبيع

* (الثقافة لا تبيع).. وبحسب الدكتور فهد العسكر (الصحافة صناعة ولم تعد رسالة).. لو لم تكن المجلة العربية تابعة لوزارة تستمد ميزانيتها منها.. هل سيقبل الدكتور الصيني برئاسة تحريرها؟ وهل يتوقع الدكتور الصيني أن يأتي ذلك اليوم الذي تبيع فيه الثقافة فتصبح صحافة بالفعل من وجهة النظر البيعية كما يراها الدكتور العسكر؟

- يجب أن تختفي فكرة الفصل الحكومي والخاص في مجال الأعمال، فحتى المطبوعات الحكومية يجب أن تدار بعقلية تجارية، ولعل هذا السبب في أن عدداً من المطبوعات الحكومية توزع فقط إهداءات ولا يجد فيها القارئ العادي مبتغاه لأنها تعتمد على عقلية العلاقات العامة بمعناها الدعائي وليس الحقيقي، ولا شك أن الدعم الحكومي للمجلة يكسبها ثبات القدمين وعدم وجود قلق دفع الفواتير والمرتبات آخر الشهر، ولكن هذا لوحده لا يكفي، فمجلة العربي وسلسلة عالم المعرفة ومطبوعات الهيئة العامة للكتاب في مصر تبيع بشكل جيد، وفي عدد من معارض الكتب كنا نشاهد طوابير في هذه الأجنحة، وفي رأيي أن المطبوعات ذات الدعم الحكومي من الطبيعي أن تحمل رسالة ولكن يجب ألا تكون موجهة ويجب ألا تخضع للبيروقراطية الادارية وإنما تدار بأسلوب المؤسسات الصحفية حتى يمكن أن تتحرك بشكل يمكنها من المنافسة، وحتى في حالة الدعم يجب أن تبحث المجلة عن الربحية والتوزيع والانتشار من واقع المادة المقدمة وطريقة التقديم.

مراحل المجلة

* العناوين توصيف الكل الموجز.. ونحن أمام مجلة عربية - أو هكذا اسمها - ما مساحة تمثيل النطاق العربي الثقافي في المجلة كما يبدو في العنوان؟ وهل تشعر بحالة من الرضا عن هذا التمثيل في العهد السابق؟

- أميل إلى تعبير المرحلة السابقة على اعتبار أن المجلة مرت بثلاث مراحل لكل مرحلة منها ظروفها التي تطلبت أن تكون بمفهوم وصورة معينة هي مرحلة الدكتور منير العجلاني الأديب والسياسي السوري والمرحلة الأطول والأشهر وهي مرحلة الأستاذ حمد القاضي ثم مرحلة التطوير التي بدأها الدكتور عبدالعزيز السبيل، والأستاذ حمد القاضي لا شك قدم أقصى ما لديه في ظل ظروف المرحلة وإمكاناتها، وإنما يعرف الفضل من الناس ذووه، والمجلة وضعت عنوانها (مجلة الثقافة العربية)، وبدأت في الوصول إلى دول عربية إما أنها لم تكن تصل إليها او توقفت لفترة ففي الشهر الماضي وزعت في اليمن وهذا الشهر وزعت في دول الخليج عمان والإمارات وقطر والبحرين والكويت، وهناك اتصالات لتوزيعها في الشهر القادم في لبنان والسودان وموريتانيا والأردن إضافة إلى مناطق التوزيع الرئيسة سورية ومصر وتونس والمغرب، ووصلت نسبة المبيعات في تونس إلى 100% أما من ناحية المحتوى فإن التبويب الحالي يراعي الثقافة العربية بكل تشكلاتها التكوينية والاقليمية.

دورية الصدور

* دورية الصدور.. (شهري) أي 12 عدداً في السنة كاملة.. ماذا عن فكرة تغيير دورية الصدور إلى نصف شهرية مثلاً؟..

- المجلة منذ 34 عاماً مجلة شهرية وفي رأيي من الناحية التسويقية المجلة إما أن تكون أسبوعية أو شهرية فقط أما ما عدا ذلك فهي من باب إثبات الحضور أو البقاء أو تكون مرهونة بطبيعتها وظروفها كالدوريات الأكاديمية وغيرها.

تأطير المرأة

* المرأة.. محررة وكاتبة وايضاً مسؤولة تحرير.. ماذا عن هذا الجانب في العهد الجديد للمجلة العربية برئاسة الدكتور عثمان الصيني؟.

- كنت دائماً لا أميل إلى تأطير المرأة في صفحات أو موضوعات خاصة بها، ولذلك حرصنا في فريق التأسيس بالوطن ألا تكون هناك صفحات خاصة بالمرأة أو زوايا خاصة بها فهي مشاركة أو محور لموضوعات في جميع أقسام الصحيفة من الاقتصاد إلى السياسة والرياضة، أما عن موضوع تمكين المرأة فنحن في الصحيفة أول من عين رئيس قسم غير نسائي، وأول من أدخل المرأة مساهمة في مؤسسة صحفية، وبالنسبة للمجلة العربية لا يوجد ما يمنع أن تكون المرأة رئيسة تحرير وليست مديرة تحرير أو كاتبة ومحررة فقط، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني قام بجهود كبيرة في سبيل الإفادة من طاقات الوطن من الجنسين وتمكين المرأة وفق قدراتها وإمكاناتها.

الثقافة التنويرية

* التيارات في المجتمع فكريا وثقافيا وأدبيا.. إلى اي مدى ستعمل رئاسة تحرير المجلة لتجاوز إشكالات هذه التوصيفات وفي ذات اللحظة كيف يمكن لها أن تختط لنفسها شخصية مميزة وواضحة وذات رؤى لا تقبل المساومة او تقديم التنازلات؟

- الثقافة بطبيعة تكوينها تنويرية ضد التخلف والجهل، والمجلة العربية هي مجلة ثقافية تؤمن بالتعدد والتنوع وتفتح المجال لجميع الأفكار والتيارات ضمن الشروط التكوينية للثقافة وليست شروطا يتم اسقاطها من خارج الثقافة بعيداً عن تصنيف الناس وتصويفهم وتكفيرهم أو التشكيك في عقائدهم ووطنيتهم، وعموماً المجلة ليست في معركة مع أحد أو ضد أحد وبالتالي لا تدخل في مصطلحاتها.

تقنية الإخراج

* لعل الجوانب الطبوغرافية من خط وألوان وصور ونحوها ذات بعد صحافي مهني مهم.. ما الذي ستحمله لنا المجلة العربية فيما يتعلق بالشكل الذي لن يقل عن المضمون أهمية ومهنية؟

- حاولنا في المجلة أن نقدم صحافة ثقافية بهدف اشاعة الثقافة وعدم الاقتصار فقط على النخبة ولذلك كانت المجلة ذات طابع ثقافي بالمفهوم الشامل لها، وحاولت أن تبتعد عن الأسماء الثقافية الكبيرة والمهمة ليس تقليلا من قدرها وإنما لأنها موجودة في معظم المجلات الثقافية والأدبية ولا نريد أن نكون صورة مكررة منها ونحاول أن نقدم بجانب الموضوعات الصحفية أسماء جيدة ومهمة ولكنها غير منتشرة كثيراً في المنابر الثقافية في العالم العربي وبجانبها بعض القامات الفارعة ثقافيا وليست الفارهة، ووسيلتنا في كل ذلك الافادة من تقنيات الاخراج والتنفيذ واللون محاولة لتقديم مجلة ثقافية تلفزيونية من خلال استخدام إبهار اللون والصورة في التلفزيون والفضاء الرحب غير المحدود في الانترنت

*aldihaya2004@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة